قررت شرطة دبي تحديد مكافآت لأفراد المجتمع الذين يبلغون عن متسولين خلال حملة «كافح التسول» التي أطلقت فعالياتها أمس، وتستمر خلال شهر رمضان بهدف تحفيزهم على الحد من هذه الظاهرة التي تتفاقم في هذه الفترة، نظراً إلى إقبال كثير من الناس على فعل الخير. وكشف فريق الحملة، الذي يتكون من خمس دوائر حكومية في دبي، عن رصد وسائل مبتكرة لكشفهم، ووضع الشركات التي تستقدمهم بتأشيرات رجال أعمال أو سياح تحت المجهر وتغريمهم، فضلاً عن التدقيق على جميع منافذ دبي، لرصد القادمين إلى الإمارة وضبط المشتبه فيهم. حزمة إجراءات وذكر مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، العميد خليل إبراهيم المنصوري، أن الإدارة أعدت حزمة من الإجراءات لمواجهة هذه الظاهرة خلال شهر رمضان تشمل نشر 60 دورية أمنية، ما بين مدنية وعسكرية من المراكز والإدارات في جميع مناطق الإمارة. وأوضح المنصوري أن الدوريات ستعمل وفق خريطة أمنية لدبي تحدد المناطق الساخنة حسب درجاتها، وفق البلاغات التي تتلقاها الشرطة من المواطنين، والتي تحدد أكثر الأماكن التي يلجأ إليها المتسولون، وكذلك الفترات التي يزيد فيها وجودهم طوال اليوم. وكشف أن كثيراً من اللصوص يستخدمون التسول غطاءً لجرائمهم، فيطرقون المنازل باعتبارهم متسولين وعند التأكد من خلوها يسرقونها، لذا على سكان المنازل الإبلاغ فوراً حال طرق متسول بابه، لأنه قد يكون لصاً متخفياً. وأشار إلى أن المتسولين يلجأون إلى طرق مبتكرة لاستغلال ضحاياهم، وتحقيق أكبر مكاسب ممكنة خلال شهر رمضان وفي المناسبات الدينية، ومنها قيام عدد منهم بتغيير معالم جسده، بحيث يبدو أمام الآخرين صاحب عاهة، مبيناً أن فرق الحملة ضبطت شخصاً آسيوياً وضع على بطنه لاصقاً بطريقة فنية ومدروسة، بحيث بدا كما لو أنه أجرى عملية جراحية، وحين تم فحصه تبين أنه لاصق مزيف، وأنه ينتمي إلى مجموعة تزاول الاحتيال بهذه الطريقة. تعاطف الناس إلى ذلك، قال رئيس الحملة مدير إدارة الأمن السياحي، العقيد محمد راشد المهيري، إن الفرق الأمنية ضبطت امرأة من دولة عربية، تحمل رضيعاً، وتطلب المساعدة من الناس لإطعام الرضيع، لافتاً إلى أنه تبين من خلال التحقيق معها أن الطفل لا يمتّ إليها بصلة، وأنها استأجرته من أسرته لاستغلاله في استدرار تعاطف الناس. وتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضدها، وإحالتها إلى النيابة العامة، وإبعادها نهائياً. وأضاف المهيري أن جماعات من المتسولين تمارس هذه التصرفات بطريقة منظمة، إذ تم رصد حافلة تقل نحو 20 شخصاً من دول آسيوية وتنشرهم في أماكن محددة لمزاولة التسول، لافتاً إلى أنه تم إعداد كمين لهم وضبطهم جميعاً. وأوضح أن المناوبين موجودون على مدار الساعة للرد على اتصالات أفراد المجتمع للإبلاغ عن أي شخص يتورط في التسول، لافتاً إلى أن الحملة التي تشارك فيها إدارة الإقامة وشؤون الأجانب، وبلدية دبي، والنيابة العامة، ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، تأمل مزيداً من التعاون من جانب الجمهور للقضاء على هذه الظاهرة. وتابع أن الحملة خصصت للمرة الأولى مكافآت مالية، وكذلك تكريماً معنوياً لأفراد المجتمع الذين يتجاوبون مع الحملة ويبلغون عن متسولين، لافتاً إلى أن قيمة الجائزة ستتحدد بناءً على درجة التعاون وأهمية البلاغ، مشيراً إلى أن الغرض من المكافأة تحفيز أفراد المجتمع على المشاركة في حماية إمارتهم من هذه الآفة التي تخلّ بالمظهر العام، وتشوّه الصورة الحضارية لدبي. وأكد رصد وسائل مبتكرة لكشفهم، ووضع الشركات التي تستقدمهم بتأشيرات رجال أعمال أو سياح تحت المجهر وتغريمها، فضلاً عن التدقيق على جميع منافذ دبي لرصد القادمين إلى الإمارة، وضبط المشتبه فيهم.