حاوره : هاشم عبدالله الثقفي - الطائف: يسعدنا أن نستضيف أحد الأقلام التي أجادت الكتابه والنقد الهادف , الأستاذ/ حماد السالمي رئيس نادي الطائف الأدبي الثقافي . *بداية .. نتحدث معكم قليلاً عن حياتكم الخاصة ، وبدايات حمّاد السالمي الكتابية ، ومراحل التعليم التي تنقل فيها خلال مسيرته العلمية والأدبية . ج - ولدت في بني سالم . درست الابتدائية بها ، والتحقت بعكاظ المتوسطة عام 1386ه . ثم درست في معهد المعلمين الثانوي ، وتخرجت فيه عام 1392ه . حصلت فيما بعد على تخصص : علوم اجتماعية عام 1400ه ، وتخصص دراسات إسلامية عام 1405ه من كلية المعلمين بمكة ، واشتغلت بالتدريس وأمانة مكتبات المدارس ، ثم مشرف نشاط ومشرف اجتماعي ، وقبل تقاعدي ؛ انتقلت إلى إدارة التعليم باحثاً تربوياً . وأول صلة لي بالصحافة ؛ كانت عام 1386ه ، فقد كنت أبعث بخواطر أدبية ، وتنشر لي بمجلة الخواطر اللبنانية مصحوبة بصورة شخصية لي بالبدلة الإفرنجية ..! ثم لبيت دعوة من صحيفة الندوة عام 1388ه ، وكنت مندوباً لها بالطائف ، ومحرراً لصفحة أسبوعية حتى العام 1400ه . عام 1400ه ، لبيت دعوة أخرى من صحيفة الجزيرة لفتح مكتب لها وإدارته بالطائف ، ومنذ ذلك التاريخ ، وأنا أدير مكتب الجزيرة بالطائف . كانت صلتي بالكتاب والصحافة وثيقة جداً ، حتى أني كنت أقرأ الكتب وأنا في المرحلة الابتدائية ، وفي المرحلة المتوسطة ، قرأت مئات - بل آلاف الكتب الأدبية والشعرية والتاريخية - وكنت أقرأ كتاباً كل يوم . *ألف حمّاد السالمي سبعة كتب هي : قبيلة ثقيف حياتها وفنونها وألعابها الشعبية الأمثال السائرة في ثقيف ثراء الآثار في منطقة الطائف الشوق الطائف حول قطر الطائف الطائف في 100عام الطائف في شذرات الغزاوي الطائف القديمة أو بقايا الأمس وانتقدت في كتاب ( قبيلة ثقيف حياتها وفنونها وألعابها الشعبية ) ، وذلك لعدم التطرق إلى الفنون الشعبية بما تستحق . بل ألفت تسعة عشر كتاباً وليس سبعة كما قلت . أول كتاب قدمته كان كتاب : ( الأمثال السائرة في ثقيف ) ، ثم كتاب : ( قبيلة ثقيف .. حياتها وفنونها وألعابها الشعبية ) . ثم تلاهما كتاب : ( السعوديون في الرسالة .. وهكذا حتى وصلت إلى أهم وأكبر كتابين وهما معجم : ( الشوق الطائف حول قطر الطائف ) في ثلاثة مجلدات ، وقد مكثت فيه عشر سنين . وأعقبه : ( المعجم الجغرافي لمحافظة الطائف ) في ثلاثة مجلدات ) ، وهو بحث ميداني تم تفريغي لإنجازه من قبل وزارة التربية ومحافظة الطائف ، واستغرق مني عاماً كاملاً ، ورصدت فيه أربعة آلاف مفردة جغرافية ، وأنا أزعم أنه لا يوجد مَعلم جغرافي أو تاريخي في محافظة الطائف ، إلا وقد وقفت عليه ، ووثقته . وهناك كتب أخرى مسردة في آخر إصدارين لي وهما : ( الورد والطائف ) و ( ديوان عكاظ ) .. لمن يريد التعرف عليهما وعلى بقية المؤلفات . أما ما قلت بشأن نقد وُجّه إلي بخصوص الفنون الشعبية ، فإني لا أذكر شيئاً من هذا ، بل قد أفردت باباً للفنون الشعبية ، وباباً آخر للألعاب الشعبية في كتاب : ( قبيلة ثقيف ) ، ويكفي كتابيّ عن قبيلة ثقيف وأمثالها ، أنهما لم يُسبقا من قبل في موضوع الأمثال أو تاريخ وحياة قبيلة ثقيف عبر العصور . *وصفت محمد سعيد كمال ( بجاحظ الطائف ) لماذا؟ ج - الشيخ ( محمد سعيد كمال ) رحمه الله ، مؤرخ ثبت ، وأديب أريب ، وكتبي يعرف ماذا يريد القاريء ، وقد قدم للطائف ولمثقفيه خدمات جليلة ، سواء في كتاباته أو فتح مكتبته للمثقفين ، وكان سباقاً في تأليف وطبع كتب المقررات الدراسية في سنوات مضت ، وفي نيابته لنادي الطائف ، كان مثالاً جيداً في إدارة الفعل الثقافي من مؤسسة ثقافية رسمية ، ولو أعطي الفرصة وقتها ، لقدم الكثير مما لديه . كان أديباً بكل ما تعنيه الكلمة ، لما اتسم به من خلق جم ، وصدق وشفافية . وصلته بالكتاب ، وخدمته له ، وعنايته بالنشر والثقافة ، كل ذلك كان يذكرني بالجاحظ في زمانه ، لهذا أطلقت عليه يومها لقب : ( جاحظ الطائف ) . *قدمت بحوثاً وكتابات عديدة لعدد من الجرائد السعودية ، منها الجزيرة والندوة والمدينة ، وكذلك مجلة الفيصل ، والمجلة العربية ، ومجلة المنهل ، وجريدة السياسة الكويتية . هل حقق الكاتب والناقد والمؤلف حمّاد السالمي كل ما كان يطمح إليه عبر كتاباته بهذه الجرائد والمجلات العربية ؟ كتبت للندوة وللجزيرة بحكم انتمائي لهما وظيفياً ، وقد خدمتني الندوة في بداياتي الكتابية ، كما أن الجزيرة وفرت لي فرصاً أكبر لنشر بحوث ودراسات عديدة ، إلى جانب المقال الأدبي والاجتماعي والسياسي ، وتواصلت مع مجلات سعودية وعربية كثيرة بطلب منها ، ونشرت مثلما تفضلت في الفيصل والمجلة العربية والمنهل والسياسة والمدينة وغيرها ، ولأني كنت وما زلت أتنفس من خلال الكلمة المكتوبة ، فإن طموحي لم ولن يتوقف عند حد معين . *كنت مؤيداً لسحب كتاب ( سيد قطب ) و( الجهاد في سبيل الله ) من المكتبات العامة والمدرسية . لماذا؟ الموضوع مرتبط بأفكار سيد قطب نفسه ، فهو من زعماء الإخوان الذين أكرمتهم هذه البلاد ، لكنهم تنكروا لها ، وانقلبوا عليها ، ونشروا فكر التطرف فيها ، وحرضوا على الخروج على الدولة ، ويكفي كتب سيد قطب ، ومنها كتابه الشهير في ظلال القرآن ، أنها تحمل تكفيراً صريحاً للحكام والمحكومين في هذا الزمان ، وتعتبر أننا نعيش في جاهلية ، ومن هذه الكتب وغيرها من كتب الإخوان ، شاع بيننا فكر التكفير ، وفعل التفجير ، وعرفنا ما أطلقوا عليه الصحوة وهي غفوة وغفلة ، أدخلتنا في ظلامية عصرية ، وجعلتنا نعيش في دوامة جديدة من الجهل والرفض لكل ما هو جديد مفيد . *تحدث عنك بعض قرائك من مخالفيك ، بأنك تسعى للوجود وليس الفائدة . ماذا تقول في ذلك ؟ وتحدث كثير جداً من قرائي ومتابعي ، عن مشاطرتهم وموافقتهم لما أقول وأطرح ، وتأييدهم لوجهات نظري في كثير من القضايا . هذا أمر طبيعي ؛ أن يكون لك موافق ومخالف ، واختلاف الرأي ( قد ) لا يفسد للود قضية .. هذا عند المتحضرين فقط من أمتي ، وليس عند سواهم ..! لست يا عزيزي ممن يسعى إلى تكميم أفواه الناس . كل إنسان حر فيما يقول وما يفعل ، إلا إذا تقاطعت حريته هذه مع حرية الآخرين . *في مقالك : ( أيها الكهفيون .. اذهبوا إلى الجحيم ) .. هذا عنوانه وتقول في بدايته : اذهبوا عنا بعيداً أيها الجبناء ، فلا أحد في هذه البلاد الطاهرة يتشرف بأمثالكم ، أو يسره بقاؤكم ، حتى الأهل والقربى والقبيلة براء منكم . لماذا كنت شديداً في مقالك إلى هذا الحد ؟ أسألك فأجبني : على من كنت شديداً في هذا المقال ..؟ كنت أتحدث عن المكفرين والمفجرين بعد حادث تفجير شهير وقع في الرياض في تلك الفترة ، فهل ألام في ذلك ..؟ لماذا يغضب بعض الناس من قسوة مقال على الخوارج والإرهابيين ، ولا يغضب من قتل الناس على أيدي الخوارج والإرهابيين ..؟! وقد يخفف من جرمهم فيقول : بأنهم فئة ضالة ، ومغرر بهم .. هكذا ..!! أنا ما زلت في حيرة من أمري ، إلا إذا كان هناك سوء فهم ، وهناك بشر لا يرون ولا يسمعون ، وآخرون لا يقرءون ، وإذا قرءوا لا يفهمون . وحسبي الله ونعم الوكيل . *في مقالك بتاريخ 4 /6 / 1425ه بعنوان : ( مختصر البيان مما صرح به الشيخ العبيكان ) ، وهو تعقيب على حوار مع الشيخ عبد المحسن العبيكان بجريدة اليوم . ماذا قصدت من ذلك العنوان بالذات والمقال عامة ؟ الشيخ عبد المحسن العبيكان ، تحدث في ذلك الحوار ، عن قضايا فكرية ووطنية مهمة ، ومنها مسألة نكوف بعض من يدعي الغيرة على الدين عن مواجهة الخوارج ، والإنكار عليهم ، وعزوف كثير من منابر الجمعة ، عن معالجة قضية الإرهاب التي تهدد وحدة الوطن وأمن المجتمع . وتكلم في مسألة إعادة تصحيح وصياغة وتغيير المقررات والمناهج الدراسية ، وكذلك قيادة المرأة للسيارة ، وأنها ليست حرام في حد ذاتها ، وقضايا غاية في الأهمية ناقشها الشيخ العبيكان حفظه الله في تلك المقابلة ، ودوري في المقال ، لم يتجاوز العرض والتلخيص – يمكن الرجوع للمقال أو المقابلة - ثم فوجئت بهجوم شرس من المخالفين ، فهل هم لم يقرءوا المقال ولا المقابلة ..؟ أم أنهم يعترضون على آراء الشيخ العبيكان ، فغضبوا مني لأني أعدت شرحها وعرضها للناس ..؟! هذا عائد للمخالفين فقط ، وهم قلة على أية حال . *اتهمت بأنك تدافع عن الفنانين والفنانات ، في الوقت الذي تهاجم فيه رموز الدين ؟ هذا غير صحيح البتة .. أنا أدافع عن الفنانين والفنانات ، وأدافع عن الأدباء والأديبات ، وأدافع عن الفقهاء والفقيهات إن وجدن . أدافع عن كل إنسان على وجه الأرض ، لا يهمني من يكون .. فقط أهاجم الشياطين . ولم أهاجم في مقال لي غير المكفرين والمفجرين والخوارج والقاعديين . ثم إني أعترض بشدة على قولك رموز دينية .. لا كهنوتية في ديننا .. أعترض على مصطلح كهذا ، هناك فقهاء وأدباء ومثقفين وساسة .. وهكذا .. أختلف مع ناس وأتفق مع آخرين ، وهم كذلك . ليس لي عداء ضد أي كان ، حتى لو جهر بعضهم بعداوته ضدي . *لماذا نسبت خسارة المنتخب من كأس الخليج إلى خطباء المساجد ؟ من قال هذا ..؟! هذا فهم آخر خاطيء لما كتبت وأكتب . مقالي كان يحلل حالة رياضية في بلادي لا تبشر بخير ، وهي ما زالت لا تبشر بخير . كتبت معلقاً على خسارة المنتخب يوم ذاك ، ومحذراً من تهميش الرياضة المدرسية ، ومن قذف بعض اللاعبين المشاهير في وطننا على منابر الجمعة . هل تنكر أن بعض خطباء الجمعة كان في تلك الفترة يسفه اللاعبين على المنابر ..؟! هذا ما قصدت . عساه يكون قد كف عن هذا . بل إن بعضهم كان يسفه المناشط السياحية ، ويندد بخروج العوائل إلى الحدائق العامة ، ويعد هذا من المفاسد ، ويدعو على من يدعم هذه المناشط . أقول كان ، ولعله عف وكف عن هذا . *ما رأيك بصحيفة الطائف الإلكترونية ؟ وماذا تقول لطاقم العمل بهذه الصحيفة ؟ حقيقة .. فوجئت قبل بعض الوقت بصحيفة الطائف الإلكترونية ، وفوجئت أكثر بتطورها المضطرد ، وبأنها فعلاً تمثل الطائف من حيث حضورها الزماني والمكاني في مشهد الحدث في الطائفالمدينة وفي قراها وحواضرها . صحيفة الطائف تنافس على تحقيق مركز متقدم بين نظيراتها على الشبكة ، خاصة وأن محرريها ومراسيلها يشاركون في صناعة الحدث الثقافي عن قرب ، ويظهرون مع الناس في مناشطهم بأسمائهم الحقيقية ، وبأشكالهم الطبيعية . صحيفة الطائف الإلكترونية ، ليس فيها حتى اليوم – كما بدا لي - أشباح أو خفافيش تتخفى وراء أسماء مستعارة ، مثلما نشهد ونجد في صحف أخرى . أتمنى لكم مزيد التقدم ، وأقول لطاقمها الصحافي : إلى الأمام دائماً ، مع البعد عن الأخبار المغرضة وغير الموثقة ، فما آفة الأخبار إلا رواتها .