اتخذت بعض مكتبات المملكة العربية السعودية أماكنها في مكان آخر هو صالات اتحاد الناشرين العرب، ومنها “كنوز المعرفة للمطبوعات”، و”القانون والاقتصاد”، و”خوارزم العلمية”، و”الجوهرة المتقدمة للنشر والتوزيع”، ودار “الوراق”، خارج الجناح المستقل الضخم للمملكة الذي يضم 64 دار نشر. والسبب كما يوضحه أصحاب هذه الدور هو قرار اتحاد الناشرين السعودي السابق بعدم المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب الرابع والثلاثين، الأمر الذي جعلهم يقررون المشاركة بشكل منفرد، رغبة في عدم تفويت فرصة المشاركة هذا العام، والتي يتوقع أن تكون لها سمات خاصة بعد قيام ثورة 25 يناير، ولكن اتحاد الناشرين السعودين الذي تراجع عن قراره أقام جناحاً خاصاً بالمملكة، وأهداه للناشرين، فكان من الصعب عليهم ترك أماكنهم التي قاموا بحجزها في صالة “19′′ المخصصة للناشرين العرب. ويرجع محمد متولي، المشرف على جناح دار كنوز المعرفة للمطبوعات، قرار اتحاد الناشرين السعودي إلى الخوف من الأحداث المتوقعة في ذكرى 25 يناير، بعد أن قام الإعلام بالترويج لأعمال تخريب قد تصاحب الاحتفال بعيد الثورة. ويضيف: لم يمنع تواجدنا في صالة اتحاد الناشرين العرب من أن نتخذ مكاناً لنا في الجناح السعودي، رغم أن هذه هي المرة الأولى التي نساهم فيها بعرض مطبوعاتنا وبيعها، بعد أن كنا نأتي إلى المعرض كل عام كقوى شرائية فقط. ويصف متولي المعرض هذا العام بأنه الأضعف عن الأعوام السابقة، من حيث التنظيم والإقبال على الشراء، وتوقع أن يزداد رواد المعرض بعد انتهاء فترة الإجازة المحددة له يومي 25 و26 يناير، وقال إن نسبة كبيرة من الجمهور تبحث عن الكتب الدينية، ونحاول بقدر الإمكان أن نخفض من أسعار الكتب حتى نساهم في نشر الثقافة الإسلامية والأدبية. ويرى محمد متولي أن تخصص أي دولة بجناح خاص بها قد يضعف من حجم المبيعات؛ لأن التنوع يعطى فرصة أكبر في البيع، خصوصاً إذا كان الزائر لا يحدد هدفه في الشراء، بينما تتميز المملكة العربية السعودية عن باقي الدول بإنتاج الكتب الدينية التي لها جمهورها الخاص، وهو ما يجعل من الأفضل أن تجتمع دور النشر السعودية في مكان خاص بها. ويوافقه الرأي جهاد مروان، المشرف على ركن مكتبة القانون والاقتصاد في صالة “19′′، ويقول: هذه هي المرة الأولى التي نشارك في معرض القاهرة عن طريق اتحاد الناشرين العرب، فكل عام نأتي إلى القاهرة ضمن الجناح السعودي، ويرى أن إغلاق المعرض يومي الاحتفال بالثورة أدى إلى ضعف الإقبال من الزوار، لذلك فهو لا يعتبر أن المعرض قد بدأت فعالياته حتى الآن، وينتظر يوم الجمعة الذي يعتبره البداية الحقيقية له، ويلفت إلى أن بعض المكتبات لم تحضر إلى المعرض قبل ذلك الحين. ويوضح مروان أن المكتبة تتبع مؤسسة “يفوز” التي تهتم بالمشتغلين بالمؤسسات العدلية والقضائية والمحاماة، إلى جانب الباحثين والدراسيين في مجال القانون والاقتصاد والإدارة، لذلك فإن المكتبة تتخصص في كتب الأدب والقانون والإدارة والمحاسبة والاقتصاد والرسائل العلمية. وتقابل مكتبة القانون والاقتصاد مكتبة خوارزم العلمية في ركن خاص بها في صالة الناشرين العرب، ويشرف عليه محمد أحمد، الذي يشتكي من ضعف الرواد، ويأمل أن يكون يوم الجمعة بداية الإقبال الكثيف على المعرض. ويصنف الكتب التي يعرضها بالكتب العلمية والأكاديمية التي تتبع جامعة الملك عبد العزيز، وخلفه نقرأ بعض العناوين، مثل “كفايات التعليم الإلكتروني”، من تأليف محمد محمود زين الدين، و”مقدمة في علم النفس الاجتماعي” لمحمد حسن غانم وخالد محمد القليوبي، و”المدخل إلى علم الإنسان العام”، لسعيد فالح الغامدي، و”خصائص النمو لطفل ما قبل المدرسة”، لوداد سالم صالح قبوس. جهاد مروان