راهن وزير الثقافة المصري الدكتور شاكر عبدالحميد على أن افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال43 سيكون في موعده، فتم له ما أراد بمشاركة الدكتور مهدي مبروك وزير الثقافة التونسي، بعد اختيار تونس لتكون ضيف شرف المعرض، ليثبت للمشككين رغبة بلاده في استعادة دورها الريادي في معارض الكتب. وتستضيف أرض المعارض الآن ثلاثين دولة، بينها 18 دولة عربية، تميزت بينها المملكة العربية السعودية بجناح مستقل ضخم يضم 64 دار نشر، فضلاً عن الأجنحة الرسمية للمملكة. وسبقت افتتاح دورة المعرض هذه مخاوف؛ كونها الأولى بعد ثورة 25 يناير، بعد إلغاء دورة السنة الماضية، وهو أمر جعل بعضهم يروج إلى أن لبنان سيسحب البساط ثقافياً من تحت أقدام القاهرة. ويقول محمد العقيل، الملحق الثقافي بالسفارة السعودية “المعرض السعودي الثقافي في الدورة الجديدة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب يقام على مساحة ألفي متر، لتكون بذلك أكبر مشاركة عربية ودولية في المعرض، مع التنويع في شكل الجناح عبر ثلاثة مواقع على الطراز الإسلامي المميز للهوية السعودية. ويضيف العقيل بأن المشاركة السعودية في المعرض تتضمن عدداً من الفعاليات الثقافية والندوات الفكرية والمحاضرات العلمية والأمسيات الأدبية، بمشاركة عدد من الأدبيات السعوديات لتأكيد الحضور الثقافي المميز للمرأة السعودية، إضافة إلى المعارض الفنية التشكيلية والعمرانية السعودية التي تعكس درجة الرقى الذوقي العالي التي وصل إليها المبدعون السعوديون. وبمجرد أن يدخل الزائر إلى الجناح السعودي يطالعه ركن وزارة التعليم العالي، بما يقدمه من أحدث الإصدارات. فإذا قرر أن يتجه إلى اليمين سيجد ركني جامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبدالعزيز الإسلامية، وقد افترشت أرضهما صناديق الكتب في انتظار من يقوم بإفراغها، ورص محتوياتها على الرفوف، استعداداً لاستقبال ضيوف المعرض. مكتبة العبيكان أكثر دور العرض السعودية لفتاً للانتباه، بما تعرضه من أحدث العناوين في مجالات الدين والأدب والسياسة، ويؤكد محمود ياسين، المشرف على الجناح، أنه على الرغم من الإقبال القليل الذي شهده المعرض خلال اليومين الأوليين، إلا أن المبيعات كانت جيدة، ولا يجد ياسين أي اختلاف بين معرض الكتاب قبل الثورة وبعدها؛ ويضيف: على العكس فهذه الدورة أكثر تنظيماً، بدليل تفادي بعض أخطاء الماضي، ومنها سرقة الكتب، عن طريق حرص الإدارة على تنبيهنا قبل موعد الإغلاق بأكثر من ساعة، حتى تتسنى لنا فرصة إنهاء العمل. ويوضح أن الدار شاركت هذا العام بمجموعة من أحدث الإصدارت، أبرزها مترجم: “المراسلون العظماء” لديفيد راندال، وترجمة ثائر ديب، و”نزعات مجهرية”، و”القوى الصغيرة وراءها تغيرات الغد الكبرى” لمارك ج بن وإي.. كيني زيلسن، ونقله إلى العربية مروان سعدالدين، و”الأسود أساسي.. دليلك الكامل للنجاح والتقدم في العمل والحياة”، لكاثي بلاك، وترجمة هبة الله الغلاينى، “إعادة اختراع الحكومة” لديفيد أرزبورن وتيدغايينر، ترجمة محمد توفيق البجيرمي”. ولفت ياسين إلى أن الإقبال الكبير هذا العام على كتب “الصحة”، و”الإدارة”، و”الدين”، فضلاًَ عن إصدارت الدكتور عائض القرنى “السفينة، حدائق ذات بهجة، ابتسم، مجالس الأدب، إمبراطور الشعراء”، وكتابه الشهير “لا تحزن”. وبسعادة غامرة، يعلن عبد الوهاب سعود عبد العزيز الحربي المسؤول عن جناح جامعة الملك فيصل أن هذه ليست زيارته الأولى لمصر، وإنما الخامسة، ويقول: حرصت دوماً بصفتي مدير العلاقات العامة والمعارض بالجامعة على اصطحاب أحدث إصدارات أعضاء هيئة التدريس، سواء التي تطبعها الجامعة، أو المشتراة من الخارج، لكي يطلع عليها زوار المعرض الذي يعتبره ثاني أكبر معارض الكتاب على مستوى العالم، فمصر يوجد فيها العدد الأكبر من دور النشر والمؤلفين، وهذا يعطيها الثقل الثقافي على مستوى العالم. ويرى الحربي أن المعرض يتجه كل عام إلى الأفضل، من حيث عدد الزوار والناشرين والتنظيم. ويؤكد: قيام ثورة 25 يناير لم يؤثر علينا في أي حال من الأحوال، ونحن كجهة نشر حكومية لا تسعى للربح المادي كباقي دور النشر الخاصة التي قد تكون تضررت من عدم قيام المعرض في العام الماضي. وعن الجديد الذي تقدمه الجامعة هذا العام، يقول: بالتأكيد ارتفعت نسبة الكتب التي نعرضها عن الأعوام الماضية نتيجة لتوسع الجامعة وزيادة عدد كلياتها إلى أكثر من 25 كلية، وبدأ الاهتمام بالجانب العلمي، فنشأت كليات الهندسة، والحاسب الآلي، والطب، بعد أن كانت هنالك كلية العلوم فقط. ويستطرد: أود أن أشير إلى مكتبتنا الإلكترونية YPERLINK “http://www.sdi.edu.sa” www.sdi.edu.sa، التي أصبحت رائدة في تقديم الرسائل العلمية والدوريات للقارئ داخل وخارج المملكة العربية السعودية. وبدعوة من السفير السعودي في القاهرة، تشارك جمعية “آلاء” المصرية لذوي الاحتياجات الخاصة” في الجناح السعودي في المعرض، بعد أن قام بزيارتها في مقرها بجمعية أحمد عرابي على طريق القاهرةالسويس الصحراوي، وأعجب بما تقدمه من اهتمام للأطفال، سواء المصريين، أو السعوديين. ويقول محمد حسب النبي، رئيس قسم التأهيل في الجمعية: هذه أول مشاركة لنا في معرض القاهرة للكتاب، ونعرض من خلالها ما نقدمه من أعمال يدوية لأطفالنا المعاقين، وهي تجربة ناجحة حتى الآن، خاصة أن كثيراً من الأطفال يتواجدون في المعرض، ما خلق حالة شعورية رائعة لديهم نتيجة اندماجهم بسهولة مع رواد المعرض. أحدث إصدارات مكتبة العبيكان (الشرق)