محسن الشيخ آل حسان قالت جدتي وهي تعظني: «اسمع يا بني: حياتنا مكونة من مجموعة من التجارب والخبرات، بعضها ينجح والآخر يفشل. وما يتحقق يا بني من نجاحات لا يختلف عليه اثنان، فلقد نجحنا ولله الحمد، وحققنا ما أردنا، من أهداف وغايات وإنجازات. لكن عندما نفشل في تحقيق أي هدف من الأهداف، أو عندما نفشل في حياتنا الزوجية، أو أداء وظيفتنا أو تربية أطفالنا، ما ذا نفعل؟». تكمل جدتي -يرحمها الله-: «في حالة الفشل علينا يا بني أن نطرح على أنفسنا مجموعة أسئلة: هل نستسلم ونقر بأننا غير قادرين على تحقيق النجاح؟، هل انتهى بنا المطاف عند النقطة التي وصلنا إليها؟، هل علينا البدء من جديد ونعيد التجربة مرة ومرات؟ هل يشكل الفشل في تحقيق هدف ما رابطاً سلبياً في حياتنا؟». ماتت جدتي دون أن تجيب على تلك الأسئلة، وتركتها لي كي أبحث في تجارب الحياة التي مررت بها في حياتي الطويلة، وأجد الإجابات عليها، كي أقدمها لأبنائي وأحفادي، وكذلك لغيري. كانت حصيلة بحثي وتجربتي هي أنه مهما حصل للإنسان من سقطات، أو لم يتمكن من تحقيق أهدافه، فعليه ألا يفقد الثقة بمقدرته وقيمته في تحقيق النجاح، لأن البشر مميزون، خلق لهم الله عزَّ وجلَّ، عقولاً ليفكروا بها، ويختاروا الصالح، ويتخلصوا من الطالح. ويجب على الإنسان ألا ينسى أبداً أن «الحلال» بيّن، وأن «الحرام» بيّن، وعليه أن يسلك طريق الحلال. وأن الفرد عندما يفشل في أي شيء، تتولد لديه حالة إصرار على أن يكون من المبدعين الناجحين، عليه أن يستغلها في البحث والتنقيب عن أسباب الفشل، والعمل على التعرف على عوامل النجاح لتحقيق أهدافه.