أجمع خبراء سياسيون ومحللون سعوديون وعرب على اعتبار مبررات اعتذار المملكة عن قبول العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي «مشروعة» بعد ثبوت عدم أداء المجلس مهامه، ووصفوا، في حديثهم ل «الشرق»، القرار السعودي ب «رسالة احتجاج» على البنية القيادية العالمية نتيجة وجود إشكالية فيها، متوقعين أن يلقى القرار تجاوباً عربياً نتيجة عدم ثقة العرب في مجلس الأمن. الدخيل: رفض العضوية علامة على الاستياء من واشنطن د. خالد الدخيل اعتبر الأكاديمي والخبير في الشأن السياسي، الدكتور خالد الدخيل، قرار المملكة بالاعتذار عن عضوية مجلس الأمن الدولي «صرخة احتجاج» في وجه المواقف الأمريكية الأخيرة تجاه الأزمة في سوريا والملف الإيراني. وقال الدخيل إن مبررات الاعتذار عن العضوية مشروعة ومنطقية لأن موقف الولاياتالمتحدة، العضو الدائم في مجلس الأمن، مُشينٌ من الصراع السوري، ورأى أن القرار السعودي يعد «صرخة احتجاج عالمية على حصر الملف السوري في أزمة السلاح الكيماوي وتجاهل الارتفاع الكبير في عدد الضحايا الذين سقطوا نتيجة قمع النظام السوري لهم». وتوقع الدخيل أن يكون لتغيُّر المواقف الأمريكية تجاه سوريا وإيران صلة بالموقف الذي عبَّرت عنه وزارة الخارجية السعودية في بيانها أمس. ولفت إلى ما سمَّاه «خلافاً واضحاً» بين الرياضوواشنطن حول ملفات سوريا وإيران ومصر، واصفاً مبررات القرار السعودي بالمشروعة. الغبرا: المملكة تدرك أنها تعبر بموقفها عن الأمة الإسلامية د. شفيق الغبرا توقع الأكاديمي والمحلل السياسي الكويتي من أصل فلسطيني، شفيق الغبرا، أن يلقى القرار السعودي بالاعتذار عن عضوية مجلس الأمن الدولي ترحيباً عربياً لانعدام ثقة شعوب المنطقة في هذه المنظومة العالمية. ورجَّح أن يكون متَّخذ القرار اعتبر أن المملكة لا تمثل نفسها فحسب، وإنما تمثل الدول الإسلامية بحكم مكانتها. ويشير بيان الخارجية السعودية إلى أن المملكة «انطلاقاً من مسؤولياتها التاريخية تجاه شعبها وأمتها العربية والإسلامية وتجاه الشعوب المحبة والمتطلعة للسلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم، لا يسعها إلا أن تعلن اعتذارها عن قبول عضوية مجلس الأمن». ورأى الغبرا أن الاعتذار عن قبول هذه العضوية يعد شكلاً من أشكال الدعوة إلى إعادة توزيع القوى داخل مجلس الأمن. وتابع: «من الواضح أن هناك قناعة سعودية بأن المجلس فقد الوزن الذي كان يتمتع به قبل عقد أو عقدين». جاد: القرار السعودي نوعٌ من التصعيد ضد منظومة مجلس الأمن د. عماد جاد وصف نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في مصر، الدكتور عماد جاد، اعتذار المملكة عن قبول عضوية مجلس الأمن بأنه نوعٌ من التصعيد ضد منظومة المجلس، وقال إن «هذا موقف له ثمن على الصعيد الدولي». ورأى جاد أن الموقف السعودي يعبِّر عن احتجاج واضح ضد نظام مجلس الأمن، وضد التحكم المطلق في القرارات من قِبَل الدول الخمس دائمة العضوية، واصفاً إياه ب «الموقف اللافت للانتباه». وذكَّر بأن المملكة تنازلت عن إلقاء كلمتها مطلع أكتوبر الجاري خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، «وهو ما اعتُبِرَ مؤشراً على استيائها من مواقف القوى الكبرى تجاه القضيتين الفلسطينية والسورية». العثيمين: لا جدوى من الوجود في مجلس لا يؤدي مهمته د. إبراهيم العثيمين ذكَّر الباحث السياسي، الدكتور إبراهيم العثيمين، بأن المملكة طرحت في 4 فبراير الماضي خارطة طريق من ستة بنود لإصلاح مجلس الأمن، وذلك خلال مؤتمر دولي في العاصمة الإيطالية روما. وأوضح أن الاعتذار السعودي عن قبول العضوية غير الدائمة في المجلس يتسق مع المواقف السابقة للمملكة، ويجعل إعادة النظر في خارطة الطريق التي طرحها وزير الدولة للشؤون الخارجية، نزار مدني، خلال مؤتمر روما أمراً ضرورياً. وكانت خارطة الطريق السعودية دعت إلى التأكيد على أن أي تغيير في هيكلية مجلس الأمن يجب أن يعكس التطورات والمستجدات على الصعيد الدولي، وأن يُراعَى التمثيل الجغرافي العادل والمتوازي للدول الأعضاء. وانتقد العثيمين ما سمَّاه «ميوعة مجلس الأمن في التعاطي مع النووي الإيراني» و»عدم تعامله مع أزمة سوريا بنفس أسلوب معالجته لأزمة ليبيا»، واعتبر أنه لا حاجة للوجود في مجلس لا يؤدي مهمته وهي حفظ الأمن والسلم العالميين.