لم يخف الكاتب والإعلامي محمد السيف، اندهاشه من ردة فعل الكاتب زياد الدريس، على إحدى تغريداته، التي نشر فيها صورة لمقالة كتبها الدريس قبل 24 عاماً بعنوان «نفي الميكافيلية عن جميع الإسلاميين غباء وتعميمها جريمة»، يرد فيها على مقالة للدكتور تركي الحمد بشأن «الإسلاموية». محمد السيف وذكر السيف في تغريدته أن الدريس «وصف الحمد بأنه من الذابلين ذوي الأصابع المطفأة»، قبل أن يرد عليه الدريس بتغريدة كتب فيها: «أستاذ محمد لو أردت الإنصاف لوجدتني ذميت وامتدحت الدكتور تركي الحمد، لكنك اخترت العبارة التي تخدم هدفك فقط، ومن الذي سيقرأ النصّ كلّه»، إلا أن السيف رد بقوله «كأنما قد قمت بتلفيق مقالة ونسبتها له، ولم أقم بنشر صورة من مقال كتبه هو في مرحلة من مراحل عمره». زياد الدريس وعن سر الانزعاج الذي قابل به الدريس تغريدته تلك، قال السيف ل «الشرق»: «حينما تطل على الناس بوجه يختلف عما كنت عليه، فإنه لا شك يزعجك أن يُنبش فيما يخالف توجهات تخفيها على الناس، إذ ليس ثمة عيباً في نبش الماضي، لكن التلون هو العيب، وعليك إذا تحولت من توجه إلى آخر أن تعلن ذلك بشجاعة، مثلما فعل عدد كبير من مثقفين ومفكرين». وأضاف «ليس هناك مثقف يقول عن نفسه إنه مؤدلج، حتى إن كان غارقاً في الأدلجة، ولذلك فإن زياد الدريس حينما وصف الناقد حسين بافقيه بأنه غير مؤدلج، فإنما أراد الإيحاء إلى أنني مؤدلج، والدريس في الحقيقة هو أنموذج حي على المثقف المؤدلج الغارق في الأدلجة حتى أذنيه، وإن أنكر ذلك». وعن تصفية الحسابات والحسد وتفسير ردود الأفعال بأنها المحرك للكتابة في تحولات الأشخاص، قال السيف: إذا لم يكن لديك رد مقنع، فبالتأكيد ستلجأ إلى التفسيرات الوهمية كتصفية الحسابات أو الحسد، والقول بعدم الحيادية وعدم النزاهة، «مثلما فعل الأخ زياد، ثم تراجع عن قوله «تصفية حسابات» بعد أن حاول على مدى يومين إيهام متابعيه بأن الأمر لا يتعدى كونه تصفية حسابات». وكان السيف قد ذكر في أكثر من تغريدة أنه لم يكن في يوم من الأيام زميلاً لمندوب المملكة الدائم لدى «اليونسكو»، زياد الدريس، ولم ينافسه على منصب، وأن كل معرفته به كانت عبارة عن مواقف عابرة، مرة في مجلس بالطائف، ومرة في مطعم، وثالثة في بيروت، وآخرها في جناح لدار نشر مع والد الدريس الأديب عبدالله بن إدريس. وتساءل السيف في تغريداته تلك: «هذه كل معرفتي بك، فكيف أصفي حسابات معك؟! ولو كان الموضوع كما تتوهم لطرحت عليك السؤال الذي يتم طرحه كثيراً في مجالس المثقفين، وهو: ما المؤهلات التي جعلت منك مندوباً في اليونسكو، وتخصصك مختبرات؟!». وتساءل السيف: «كيف لمندوب اليونسكو أن يصف في مقالة له قبل أيام حركة الحداثة بالمنحرفة؟! هل هذا وصف مندوب في منظمة تقوم على التعددية؟!». وختم السيف تغريداته بسؤال: «هل يليق بمندوب اليونسكو في عام 2013، وفي باريس، أن يسقط مفردات صحوية على حركة ثقافية وأدبية؟!». إلاّ أن زياد الدريس عاد ليكتب رداً على السيف: «أنا أؤمن بأن الحركة الحداثية فيها الحسن والقبيح، مثل الإيمان بأن الحركة الإسلامية فيها كذا وكذا»، قبل أن يتساءل: «أين النفاق؟!». بعض التغريدات في نقاش السيف مع الدريس