التلاميذ الموهوبون هم الثروة البشرية التي من الواجب اكتشافها وإطلاق طاقاتها ورعايتها واستثمارها لصالح المجتمع، وخصوصاً أن تقدم المجتمعات يعزى في المقام الأول لحسن استثمار الموارد المادية والبشرية، فإن الأمم تُبنى حضارتها بسواعد أبنائها وأفكارهم، فالمادة الخام لبناء أيّةُ حضارة هي الإنسان، وكيف إذا كان هذا الإنسان يتمتع بمزايا عقلية ذات مستوى رفيع، فهو بالتأكيد يشكل كنزاً لابد من استخراجه واستثماره والاستفادة منه، بدلاً عن أن يخسر المجتمع الثروة العقلية التي يمتلكها مثل هؤلاء الأفراد والتي هو بأمس الحاجة إليها. المشكلات التي يواجهها هؤلاء المتفردون؛ تبدأ من كونهم ذوي قدراتٍ واحتياجاتٍ خاصة، قد لا يتم اكتشافهم بسهولة؛ تمهيداً لتقديم الرعاية اللائقة لهم، بل إنّ كثيراً من الموهوبين يبقون في مدارسنا (مجهولين) بل قد يصنفون كتلاميذ (عاديين) أو (فاشلين)؛ نتيجة قلة المعلمين ذوي الخبرة والاختصاص، أو بسبب الإهمال وقصور برامج الاكتشاف، أما (المحظوظون) منهم الذين يتم اكتشافهم فيبقى كثيرٌ منهم مجرد أسماءٍ وأرقام في الكشوفات، لمحدودية البرامج والأنشطة المقدمة لهم داخل المدارس وخارجها، فيصبح مصيرهم محصوراً بين اليأس والإحباط..! من الشواهد على سوء حظ هؤلاء (المظلومين)، أنه لم يكن في (محافظة العقيق) التابعة لمنطقة الباحة سوى فصلٍ (يتيم) لرعاية الموهوبين في إحدى المدارس (أُغلق) بعيد افتتاحه بفترةٍ قصيرة بسبب عدم وجود المعلم المختص(المتفرغ)، وقبل أيام تم افتتاح (مركز لرعاية الموهوبين) في المحافظة يعمل به (معلمٌ واحدٌ) بمفرده، أما على صعيد (تعليم البنات) فلا يوجد في المحافظة أي برنامجٍ خاص بالتلميذات (الموهوبات)، ليبقى موهوبو وموهوبات المحافظة ضحايا للتهميش والإهمال..! ختاماً؛ متى يُفتتح في كل مدرسةٍ للبنين والبنات في محافظة العقيق (فصل أنموذجي) لرعاية الموهبة، يقوم عليه مختصون (محترفون ومتفرغون)؟! ، ومتى يُنشأُ مركز لرعاية الموهوبات، ويُفّعل ويدعمُ دور مركز رعاية الموهوبين (المظلومين)..؟!