أعلن رئيس وحدة الإشراف التربوي في إدارة الموهوبين في الإدارة العامة للتربية والتعليم بمحافظة الطائف عبدالرحمن الطلحي اكتشاف ما يقرب من 120 موهوباً في صفوف طلاب مدارس التعليم العام في المحافظة. ولفت الطلحي في حديثه إلى «الحياة» أن اكتشاف الموهوبين في الأعوام الماضية كان يتم وفق المقاييس المقننة التي تجرى بوحدة الكشف في إدارة الموهوبين في الطائف، إذ يتراوح عددهم ما بين 70 إلى 120 موهوباً سنوياً، وأضاف: «أما العام الدراسي الحالي فتم تطبيق المشروع الوطني للتعرف على الموهوبين المرشحين من تلاميذ الصف الثالث والسادس ابتدائي والثالث متوسط ضمن برنامج الشراكة بين وزارة التربية و التعليم ومؤسسة «موهبة» والمركز الوطني للقياس و والتقويم « قياس»، وتم تطبيق مقياس القدرات عليهم وحتى اليوم لم تعلن بعد النتائج». وأشار إلى أن الموهوب عقب اكتشافه يدرج ضمن برامج عدة خصصت لهذه الفئة منها، برنامج رعاية الموهوبين المدرسي في المدارس التي يوجد بها معلم موهوبين مفرغ، والبرامج التتبعية المسائية، والملتقيات الصيفية، والرعاية الأكاديمية، والتلمذة، والبحث العلمي التي تنفّذ في إدارة الموهوبين، وبرنامج لجان الموهوبين في المدارس التي لا يوجد بها معلم موهوبين مفرّغ، ويكلف بها منسق للموهوبين يعمل على وضع خطة لتوظيف الإمكانات المتاحة في المدرسة لتقديم برامج منوعة لهم و من ضمنها برنامج «كن مبدعاً» وبرنامج «مهارات التفكير». وقال: «تحظى الموهبة برعاية كريمة من قبل الحكومة، فمن خلال برامج الخطة التشغيلية لوزارة التربية والتعليم التي تتيح للموهوب أن ينمي قدراته الإبداعية والعلمية ومهاراته الشخصية، وصولاً بالطالب إلى مرحلة الإنتاج الإبداعي، وتنمية قدراته إلى أقصى حد ممكن، ما يؤهله إلى تحقيق تفوق في المجالات الأكاديمية والابتكارية عند التحاقه بالتعليم العالي ولعل جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية خير دليل على استثمار المواهب وتهيئة البيئة المناسبة لهم للإبداع والابتكار». وشدد الطلحي على أن من الواجبات الملقاة على عاتق الأسرة ملاحظة الطفل بشكل منتظم لتحديد موهبته بطريقة موضوعية من دون مبالغة في تقدير موهبته رغبةً في التباهي والتفاخر. وأضاف أن للموهوبين في سنٍ مبكرة سمات عقلية وسلوكية، وإبداعية تميزهم عن الأطفال العاديين، مطالباً معاملتهم باتزان، وبنظرة شمولية فلا يتم التركيز على القدرات العقلية أو الإبداعية فقط، إذ إن من حقه أن يمارس حياته العادية كأي طفل آخر. وبين الطلحي أن الموهوبين يتمتعون بسمات وخصائص تميزهم عن بقية أقرانهم، ومن حقهم الحصول على فرص متكافئة كغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، لافتاً إلى أن التباين في مستوى نمو الموهوبين حركياً وعقلياً وانفعالياً عن الطلبة العاديين يؤدي إلى معاناة في الجوانب العاطفية والاجتماعية، ما يترتب على ذلك من عزلة وانطواء، وهروب من مواجهة الموقف، الأمر الذي يحتم وجود برامج خاصة بهم. وأكد أن عدم وجود البيئة المدرسية المناسبة لرعايتها يسهم في كمون الموهبة، وعدم تحولها إلى تفوق إبداعي أو أكاديمي، وأضاف أن هناك عدداً من المؤثرات السلبية سواء كانت نفسية أو اجتماعية، «فالتوقعات المرتفعة من الآباء والمعلمين والمجتمع تسبب لدى الموهوب قلقاً من الإخفاق، إضافةً إلى السعي القهري لبلوغ أهداف مستحيلة».