إذا كانت الباحة قد وُفقت في أميرها الشاب مشاري بن سعود بن عبدالعزيز فلأنه قدم لها ملامح عهد زاهر وتنمية متطورة فحظيت في عهده بعديد من المشاريع شملت جميع المحافظات ولامست كثيراً من الأمنيات. والباحة قابلة للتفوق فهي أحد أجمل مصائف ربوع بلادي، قلعة الآثار والتاريخ وأيقونة الطبيعة والجغرافيا وما سأذكره هنا من ملاحظات فهي مما أشار به أهلنا هناك، وأنقله لأضعه بين يدي الأمير الشاب، لتجد مزيداً من الاهتمام والتطوير السياحي لأماكنها الأثرية: طريق والدكم الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود – يرحمه الله – من العقيق مرورا بكرا وراخ والسوسية إلى مركز تربة الخيالة عندما زار المنطقة قبل أكثر من ستين عاما، وهو طريق مميز يمر عبر أودية جميلة وقرى صغيرة، وقد ظهرت خطورة هذا الطريق مع مواسم الأمطار، ويعلم سموكم أن أهالي المنطقة قابلوا وزير النقل عند زيارته المنطقة قبل عامين واشتكوا له من كثرة المنعطفات الخطيرة التي ذهب ضحيتها أبرياء إلى جانب صغر عبارات هذ الطريق الحيوي المهم، وكيف أن ذلك المشروع ولد هزيلاً لم يراعِ في المنطقة الظروف البيئية الطبيعية ولم يأخذ بشروط إجراءات السلامة السكانية وأنتم أولى بمعالجته. نقل تلفريك القمع من محافظة بلجرشي بعد أن ثبت فشله وعدم جدواه مع قلة الاستفادة منه إلى عقبة الباحة الأقرب والأجمل ويصل مثلا إلى قرية ذي عين الأثرية الجميلة؛ حيث تقيم شركة الباحة عليها منتجعا سياحيا استثماريا ضخما يشمل الألعاب الترفيهية والمطاعم والمساجد والشاليهات فيخدم زوار المنطقة صيفا وأهل المنطقة شتاء كما هو حال تلفريك الهدا ومنتجع الكر في الطائف. مديرية الطرق والنقل عليها بذل مزيد من الجهد في مجال إنشاء وسفلتة طرق فرعية أو بما يسمى بطرق التغذية التي تربط المواقع السياحية بالطرق الرئيسة ليتمكن السائح والزائر من وصوله إلى شلالات وأودية ومواقع آثار يصعب الوصول إليها وما زالت خارج الخدمة مع بقية الأربعين غابة التي يذكرون. ما زالت بعض الإدارات في المنطقة تعيش في سبات عميق بدليل ما تشير إليه الإحصاءات في ارتفاع عدد الوفيات بسبب الحوادث المرورية! المشاريع المتعثرة أجمع عليها الكثيرون من قبل الأمانة والنقل في بعض الجهات بينما أشار البعض إلى وجود إدارات معمرة في ميداني التعليم والصحة وليس لديها التجديد والتطوير بل وقفت عائقا أمام جيل أكاديمي طموح من الشباب المبدع. تكريم المثقفين والمبدعين وكبار رجال الدولة.. من أبناء المنطقة بشكل دوري كما ترون تحت رعاية سموكم في الإمارة أو أي جهة حكومية فهم يستحقون ذلك. لجنة التنمية الاجتماعية في قرية رغدان قدمت لأهالي القرية جهودا مباركة ومبادرات موفقة من خلال برامج وأعمال يشكرون عليها؛ إذ أصبحت تلك اللجنة في سنوات قلائل من أفضل اللجان على مستوى المنطقة في كثير من المجالات كما تعلمون، وما أجمل المنافسة فيما بينها، وقد اطلعت من الإخوة المؤسسين بتلك اللجنة على كثير من المناشط؛ حيث أعادوا لمثلي كثيراً من الذكريات وكثيراً من الحنين لمسقط الرأس ممن عاش في ذلك الزمن الجميل، وخاصة غابتها البديعة غابة رغدان التي رسم لها سموكم أجمل لوحة ستبقى حديث كل مرتادي تلك المنطقة.