االرؤى والاقتراحات التي طرحها مجلس التنمية السياحية بمنطقة الباحة تنم عن وعي خلاّق .. واستشعار جيد بإمكانية استثمار المزايا الطبيعية والمناخية والثقافية بمنطقة الباحة .. إذ أبانوا بأن منطقة الباحة أفضل منتجع جبلي يبعث الراحة والطمأنينة في نفوس زواره ويوفر خيارات سياحية وتعليمية واستشفائية متنوعة وذات جودة عالية تعكس تراث المنطقة . وحتى تتحقق تلك الرؤية المضيئة ينبغي تحسين البنية التحتية السياحية وتطويرها وتوفير البيئة التي تمكّن المستثمرين الشراكة بفعالية في تنفيذ خطة متكاملة لتنمية سياحية مستدامة تراعي الاعتبارات الاجتماعية والثقافية والبيئية .." كلام جميل جداً " والأجمل من ذلك الركائز الخمسة الإستراتيجية لتنمية السياحة في الباحة حتى تكون وجة سياحية تستطيع تحقيق التنافس على المستويين الوطني والعالمي .. والركائز هي : (إعادة تأهيل وسط مدينة الباحة-استثمار الموارد التراثية والثقافية - بناء مدينة تعليمية متميزة في الباحة-استثمار المنتزهات الطبيعي -إقامة الاستراحات الرفيعة. والمشروعات السالفة الذكر -كما أظن -أعدت دراساتها وأدرجت ضمن المخطط الإقليمي للمنطقة كما وضعت التصاميم الأولية وبقي الجانب الأهم هو البحث عن مطور رئيس للمشروع وهنا مربط الفرس .. بمعنى إذا لم يتقدم أحد من كبار رجال الأعمال أو مديري الشركات الراسخة في هذا الشأن فسوف تصبح الدراسة كلمات جميلة وبراقة مرصوفة على الأوراق البيضاء , ونقيس على بقية المشروعات الأخرى. و ددت القول بأن الباحة جميلة وهذه منحة ربانية ويمكن تحقيق تلك الرؤية من خلال إقامة منتجعات جبلية على غرار قرية رغدان السياحية ..إذ أن تكاليفها المادية مقدور عليها من رجال الأعمال الموجودين في منطقة الباحة .. وتقام بالقرب من المنتزهات الطبيعية( جدر ، الشكران ، شهبه ، شدا لأعلى ، بيضان ، بني ظبيان ، قرن ظبي ، المندق, بلجرشي وغيرها مع ضرورة تصميم المساكن بما يتناغم مع العمارة التقليدية في الباحة ويمكن الاستفادة من دراسات المهندس سعيد الحسيل رئيس بلدية بلجرشي في هذا الخصوص. أما فيما يتعلق باستثمار الموارد التراثية والثقافية للهيئة العليا للسياحة جهوداُ جيدة إلا أنها بالمقاييس الانجازية تعد بطيئة للغاية .. ففكرة إعادة بناء المنازل المتهدمة والأسوار وغيرها في قرية ذي عين الأثرية فكرة إبداعية إلا أن المنجز ضعيف وحتى يكتمل المشروع بآلية التنفيذ الحالية سوف يستغرق عشرات السنين. لم نر جهداً يذكر من أجل خدمة السياحة حالياً سوى الأعمال الجميلة التي قامت بها أمانة الباحة في منتزه غابة رغدان ولسان حال الكثيرين من الزوار يشيدون بالمنجز.. وفئة أخرى ترى أن الشجرة قيمتها غالية ينبغي الاحتفاظ بها. ومن أهم الجوانب من وجهة نظري في تحقيق التنامي السياحي للمنطقة بعد توفر المساكن الجيدة شق الطرق لربط أجزاء المنطقة والشاهد الذي يؤكد أن للطريق أهميته تزايد عدد الزوار والسواح بعد الانتهاء من ازدواجية " طريق الباحة – الطائف " فبعد انجازه زاد عدد السيارات العابرة له في هذا العام بشكل ملحوظ فاق الأعوام الماضية. وهج : العمل الإبداعي لا يقوم إلا بالجهد العقلي والفكري المتميزين .. وهذا الذي نحتاجه في مثل مجالس التنمية السياحية على مستوى مناطق المملكة , و التي يعول عليها الشيء الكثير تحقيقاً لأماني الأهالي و تطلعات الدولة.