استبعد خبراء ومحللون سياسيون فلسطينيون أن تستغل إسرائيل انشغال الجانب المصري في أزمته الداخلية لتقوم بشن هجوم عسكري ضد قطاع غزة يبدأ من منطقة رفح جنوب القطاع، وإن اتفقوا أن هناك رغبة لدى إسرائيل لإنهاء وجود حركتي حماس والجهاد ولكن ليس في الوقت الحالي. وقال المحلل السياسي، الدكتور هاني البسوس، إن إسرائيل معنية بإنهاء وجود حركتي حماس والجهاد لذا اعتبر احتمال استفرادها عسكرياً بقطاع غزة أمراً وارداً لاسيما أن العالم منشغل بأحداث مصر السياسية. وأوضح البسوس أن الاستفراد سيكون على شكل عمليات محدودة على أطرف القطاع، إضافة لاستهداف نشطاء في المقاومة، متوقعاً عدم وقوع هجوم ضد القطاع خلال الأيام المقبلة نتيجةً لحالة الهدوء التي تعيشها الحدود بين إسرائيل والقطاع منذ توقيع اتفاق التهدئة في العام الماضي بين المقاومة وإسرائيل برعاية مصرية. واستبعد البسوس، خلال حديثه ل»الشرق»، أن تهاجم إسرائيل غزة من منطقة رفح بزعم أنها تحاول تأمين حدودها مع الجانب المصري، مستنداً إلى وجود تنسيق بين الجيشين المصري والإسرائيلي بشأن الأمن، لكنه رأى أن الجيش الإسرائيلي سيشدد الحصار وسيضغط في اتجاه إغلاق الأنفاق والمعبر ومنع تهريب السلاح إلى غزة. واتفق الكاتب والمحلل السياسي، حمزة أبو شنب، مع البسوس في أن الجانب الإسرائيلي لن يتوانى في استغلال أي فرصة للهجوم على القطاع، لكن وفقاً للحسابات السياسية استبعد أبو شنب أن يفكر الاحتلال حالياً في شن هجوم على غزة لرغبته في الحفاظ على اتفاق تهدئة مع حماس لصالح إنجاح العملية التفاوضية وإنهاء عديد من الملفات العالقة. وفسر أبو شنب، خلال حديثه مع «الشرق»، صمت إسرائيل تجاه القطاع أنه يأتي بهدف الاستفادة من التوتر في مصر لصالح تدويل منطقة سيناء بما يتوافق مع مخططها الاستراتيجي القاضي بدفع الانفجار السكاني في غزة تجاه سيناء وليس تجاه إسرائيل. ورأى أن قطاع غزة خارج الحسابات الإسرائيلية لعدم رغبة الإسرائيليين في عودة مشهد غزة إلى الصدارة الإعلامية في ظل ما تعيشه المنطقة «لذا وجب على الفلسطينيين الجلوس على مائدة واحدة لإعادة صياغة مشروعهم الوطني من منطلق الكفاح المسلح»، حسب اعتقاده.