تشعر القيادة المصرية الحالية بالامتنان لخادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لموقفه الداعم للحكومة المؤقتة في القاهرة، في وقتٍ تضيِّق فيه واشنطن ودول الاتحاد الأوروبي الخناق عليها، ما أثار تخوفها من تعثر خارطة الطريق التي أُعلِن عنها في 3 يوليو الماضي. وترى القيادة المصرية أن الموقف السعودي تجاه الأحداث في مصر مثَّل الدعم الأقوى لها منذ توليها المسؤولية، وأتى في الوقت المناسب لأنه جدَّد تأكيد الرياض حرصها على أمن واستقرار مصر، وبالتالي كان منطقياً أن يحتفي المثقفون المصريون بكلمة خادم الحرمين الشريفين بشأن ما يجري في بلدهم الجمعة الماضية. هذه الكلمة اعتُبِرَت في مصر بداية تحرك عددٍ من الدول العربية لدعم السلطة المصرية الحالية، إذ تلتها مواقف مشابهة من دولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين والمملكة الأردنية الهاشمية والسلطة الفلسطينية، وهو ما كان له أثر إيجابي واضح في القاهرة تحدَّث عنه وزير الدفاع المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي في خطابٍ له أمس الأول حينما قال إن المصريين لن ينسوا هذا الدعم قبل أن يجري اتصالاً أمس بسمو ولي العهد، الأمير سلمان بن عبدالعزيز، لنقل نفس المعنى إلى سموه. وتبذل الرياض جهوداً ديبلوماسية لنقل موقفها هذا إلى دول العالم، خصوصاً التي تنظر للسلطة الحالية في مصر من منظور سلبي، وقد أبدت وسائل الإعلام المصرية اهتماماً بتصريحات وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، في العاصمة الفرنسية باريس أمس الأول، وخصوصاً حديثه عن استعداد الدول العربية والإسلامية لدعم مصر إذا انقطعت عنها المساعدات الأجنبية ورفضه وصف 30 يونيو وما أعقبها من قرارات ب «الانقلاب العسكري». ويحظى وزير الخارجية باحترام وحُب المصريين، فهم يذكرون على الدوام والده الملك فيصل بن عبدالعزيز، -رحمه الله-، الذي وقف إلى جوار مصر في حرب العاشر من رمضان عام 1973م.