أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط، المسلمين بتقوى الله عز وجل، وقال في خطبة الجمعة أمس في المسجد الحرام: (لئن كان للناس في سعيهم إلى بلوغ ما تصبو إليه نفوسهم مسالك شتى وسبل يرون أن سلوكها يحقق المراد ويصيب الهدف ويوصل إلى الغاية التي يكون في بلوغها طيب الحياة وسعادة العيش، فإن لأهل الإيمان من الريادة في ذلك ما يجعلهم أوفر الناس حظاً بالتوفيق إلى أسباب الحياة الطيبة». وبيَّن أن من أعظم ما تجب العناية بصلاحه واستقامته من الجوارح بعد القلب هو اللسان، إذ هو المُعبر عن القلب الكاشف عن مكنونه، على أن ما في الطبيعة البشرية من ضعف بيِّن وما يعتريها من قصور يقتضي ألا يطيق الناس الاستقامة الكاملة على أمر الله في كل أشواط الحياة، فلا مناص من التقصير فيها بعدم الإتيان بها وفق ما يُرضي الله تعالى، فأرشد سبحانه إلى ما يجبر به ذلك التقصير وهو الاستغفار المستلزم للتوبة النصوح التي يثوب بها العقل إلى رشده ويفيض إلى طاعة ربه. وفي المدينةالمنورة أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي، المسلمين بتقوى الله، والإكثار من الطاعات، وتجنُّب المعاصي والمحرمات، وبدأ خطبة الجمعة مذكراً بضعف الإنسان بذاته، وعجزه عن تحقيق الخير لنفسه إلا بالله العلي القدير. وقال: إنه إذا كان هذا في حق سيد البشر عليه الصلاة والسلام، فمَن دونه من باب أولى أنه لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً، ومن رحمة الله تعالى للمكلفين أن بيَّن لهم في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم كل ما يصلحهم وما ينفعهم في الدنيا والآخرة، ويسَّر لهم أسباب السعادة، وحذرهم من أسباب الشقاوة والخسران. وختم خطبة الجمعة حاثاً المسلمين على الإكثار من الدعاء وطلب الجنة، والنجاة من النار، والثبات على الصراط المستقيم، وأن يجنبهم الله مظلات الفتن، مشيراً إلى أن الدعاء مرغوب فيه للمسلم في كل وقت، وأن يجتنبوا دعوة المظلوم ولو كان كافراً، لأنه إن دعا الله استُجيب له.