دعا مدير تحرير جوال منطقة تبوك محمد القصير، إلى تدريس التربية الإعلامية في المناهج، ليتعلم الطلبة كيف يتعاملون مع ما يتعرضون له في وسائل الإعلام المختلفة. وقال القصير، خلال إلقائه محاضرة عن الإعلام الجديد في ختام فعاليات المقهى الثقافي في نادي تبوك الأدبي مساء أمس الأول: لم يعد في العالم حواجز ولا غرف جدران، فقد أتاحت الآلة والتقنية أهم تغير في حياة الإنسان للتواصل مع العالم، فأصبحت عملية «التعرُّض» ليست خاصة فقط بوسائل الإعلام التقليدية، مثل: الصحافة والتليفزيون، حيث تجاوزتها للفرد بتعرُّضه الدائم والمستمر لمنظومة الإعلام الإلكتروني، وهنا تأتي أهمية الوعي والقدرة على الانتقاء والاختيار للمحتوى الإعلامي، إذ يتمثل البعد الأهم في هذه العملية بقرار المتلقي ما يريد التعرض له. وأضاف أن الرسائل الإعلامية اليوم تستطيع أن تصنع لحظة تعرض الفرد لها، لأنها تتجاوز بسهولة محاولات الحكومات والمجتمعات والأسر فرض الرقابة ومنع المحتوى، ولذلك يحتاج المتلقي إلى التعلم عن الإعلام، وهذه المعرفة لا تتأتى إلا من خلال إدخال التربية الإعلامية في المدارس ليتعلم الطلبة كيف يتعاملون مع ما يتعرضون له، وفي الوقت ذاته يستطيعون أن ينتجوا رسائلهم الإعلامية بأنفسهم، متحررين من سطوة الإعلام وآثاره السلبية، وحين يكبرون لن يكونوا جاهلين بالإعلام، بل سيصبحون مواطنين مسؤولين. وأشار القصير إلى أن وسائل الإعلام الجديد أتاحت بمميزاتها التفاعلية فرصة للفرد لاختيار طريقة التعرُّض التي يريدها، كما أتاحت فرصة أكبر للتواصل بين الأفراد والجماعات من خلال الحوار والتواصل وتكوين الصداقات والتكتلات، فأصبح بإمكان الفرد الانتماء إلى واقع جديد يشعر بأنه ينتمي إليه فعلاً، فيكون هذا الانتماء هو الانتماء الحقيقي، وإن تم في واقع افتراضي. كما تحدث في المحاضرة عن مفهوم الإعلام الجديد، لافتاً إلى أنه مصطلح حديث يتضاد مع الإعلام التقليدي، وأنه أصبح اليوم بمكانة الروح من الجسد بالنسبة للأفراد والمجتمعات، مشيراً إلى أنه إذا ما افترضنا أن غالبية الأفراد يتناولون ثلاث وجبات في اليوم، فإن وجبتهم الرئيسة هي الإعلام الجديد، يتناولونها بشكل متكرر طوال اليوم. وقال إن التقنيات الاتصالية الحديثة طورت دور المتلقي فأكسبته خاصية التفاعل ليصبح كالمرسل في عملية الاتصال بعدما كانت التفاعلية في وسائل الإعلام التقليدي تتمثل برجع الصدى فقط.