لماذا تنبت التربة العربية مثل هذه الحشائش السامة؟ الجواب على هذا السؤال لا تملكه السياسة بل علم النفس الاجتماعي. وهذا يحكي موضوعا أبعد من بشار ونصر الله والشبيحة. القرآن تكلم عن ظاهرة (العجل) أنها ثقافة «وأشربوا في قلوبهم العجل».. وليس بشار أكثر من اسم يختفي تحته مرض كامل. بشار يذكر بأسطورة البومة والخلد والثعلب الأحمر. ففي ليلة مظلمة غارت نجومها تسلل خلدان تحت جنح الظلام إلى الغابة. وكانت البومة جالسة على شجرة بلوط فصاحت بهما أنتما؟ فارتجفا في خوف وذهول كيف يمكن لكائن أن يرى في الظلام؟ فقالا من أنت وكيف اهتديت إلينا ؟ فصاحت البومة بأشد أنتما الاثنان؟ فهرع الخلدان إلى حيوانات الحقل ليخبرا أن البومة هي لا شك أعقل الحيوانات لأنها تستطيع الرؤية في الظلام ولأنها تستطيع الجواب على كل سؤال. فقام طائر كبير وقال سنرى حقيقة الأمر؟ ثم إنه جاء إلى البومة في ليلة مظلمة وسألها كم مخلبا أخفي؟ أجابت البومة اثنين. وكان ذلك صحيحا. رجع الطير إلى الحيوانات فصرخ بأعلى صوته أن البومة سيدة الكائنات حكمة وعقلا لأنها ترى في الظلام ولأنها تجيب على كل سؤال؟ فانبرى ثعلب أحمر فسأل هل تستطيع البومة أن ترى في ضوء النهار كما ترى في حلكة الليل؟ نظر الطائر وجماعته إلى السؤال السخيف وقالوا تبا لك، ثم إن حيوانات الغابة قامت بطرد الثعلب وأشياعه من الغابة. ثم أرسلت حيوانات الغابة في طلب البومة أن تكون زعيمتهم إلى الأبد، فلما وصلت البومة كانت الشمس قد سطعت، وأخذت تسير ببطء في وهج الشمس مما أعطاها مزيدا من الوقار. وكانت أثناء هذا تحملق بعينين واسعتين مبحلقتين فيما حولها. فصرخت دجاجة إنها إله؟ فالتقط الآخرون الصرخة وزعقوا بما أوتوا من قوة إنها إله؟ وتبعوا البومة حيث ذهبت وحيثما اصطدمت بالأشياء اصطدموا ولم يبالوا. وأخيرا وصلوا إلى شارع عريض والجماهير تتبع البومة وتهتف بالدم بالروح نفديك يا بومتنا الغالية. وأثناء هذا لاحظ صقر اقتراب شاحنة مسرعة فصاح انتبهوا؟ سأل الموكب البومة ألست خائفة؟ قالت: وممن؟ وكانت هادئة لأنها لا ترى شيئا فصاحت الجماهير بصوت مبحوح إنها إله؟ واستمرت في ترداد الهتاف حتى صدمتهم الشاحنة فقتلت الأكثرية ومن نجا فبجروح بالغة.