في الليل، وبين الأشجار، تسلل الغزال الأول خارج الغابة السعيدة، وهو يحدث نفسه. -سأرحل عن هذه الغابة، وسأجد من يؤيد أفكاري. بعد ذلك سأرجع، لكي أعلم أهلي الصرامة، وعدم التمادي في الفرح والسعادة. صار الغزال الأول يتنقل بين الغابات المجاورة، وينشر أفكاره بين حيوانات أخرى. كانت الحيوانات الأليفة ترفض هذه الأفكار، لكن عدداً من الحيوانات المفترسة، أيدته ووعدته بالمساعدة. وفي كهف خارج إحدى الغابات، اجتمع الغزال الأول مع عدد من الحيوانات المتوحشة. وقف الغزال يخطب فيهم. -اسمعوا يا أصدقائي. يجب أن نتحد وأن نهاجم غابتي السعيدة، وأن نحتلها لكي نقضي على هذا المرح الدائم فيها. رد أحد الوحوش. -وماذا نستفيد من هذا الهجوم؟! أجاب الغزال. -سنكون نحن المسيطرين الوحيدين عليها، وسنتحكم بأشجارها وأنهارها وطيورها وغزلانها. قال وحش آخر. -نحن في الحقيقة حاقدون على غابتكم السعيدة منذ زمن طويل، لأنها أفضل الغابات على الإطلاق. سأل وحش ثالث. -أليس غريباً أن تجمع الوحوش لتهاجم غابتك وأهلك؟! أجاب الغزال. -إنَّ أفكاري التي أؤمن بها أهم من غابتي ومن أهلي. تجمع الوحوش في جيش كبير، وعلى رأسه الغزال، وانطلقوا باتجاه الغابة السعيدة وبدأوا بمهاجمة الغابة. كانت الوحوش تقتل كل من تراه بطريقها من غزلان صغيرة وكبيرة، من إناث وذكور. كانت تقتلع الأشجار، وتهدم أعشاش الطيور. كانت الدماء تسيل في النهر، فتختنق الأسماك. رأى الغزال الثاني، صديق الغزال الأول، هذا المنظر، فغضب غضباً شديداً. صار يصرخ بالغزال الأول. – انظر إلى يمينك. هذه الغزالة المقتولة هي أمك، وهذا الغزال الممزق هو أبوك. لقد قتلت والديك أيها المجرم، لكننا لن نسكت، سنقف في وجهك، سنردعك، أنت والوحوش التي تؤيدك، نحن غزلان متحدون متآخون متحابون، نحب بعضنا ونحب كل جيراننا. بالحب والاتحاد سنقضي عليك وعلى زمرتك، لأنكم أعداء الحب وأعداء الإخاء. وبعد أن نقضي عليكم ستعود غابتنا أسعد وأجمل الغابات.