حسن الشمراني تصبح الحقائق صادمة للواقع عندما تأتي مدعمة بالإحصاءات الدقيقة والأدلة والبراهين المثبتة، ولكنها أيضاً تصبح أكثر فجاجة وأكثر قبحاً عندما تكون هذه الحقائق ستاراً لواقع هش ومتهالك وقائم على حزمة هائلة من الديون الضخمة ذات الأرباح المتراكمة. ومن الحقائق المزعجة ماتضمنه تقرير صحفي أوردته إحدى الصحف المحلية مبني على دراسات إحصائية تم رصدها من قبل بعض الشركات السياحية حيث أثبتت هذه الدراسة أن السعوديين اعتلوا المركز الأول عالمياً في الإنفاق السياحي بنحو 6.6 ألف دولار ( 25 ألف ريال سعودي) للرحلة الواحدة متفوقين بذلك على الأستراليين الذين جاءوا في المرتبة الثانية بمعدل 4.1 ألف دولار والصين بمعدل 3.8 ألف دولار. كما أثبتت هذه الدراسة أن حجم إنفاق السعوديين على السياحة الخارجية بلغ (61 ) مليارا في العام 2012م وأن عدد السائحين الذين سافروا إلى الخارج في العام نفسه بلغ عشرة ملايين سائح. وأمام هذا الإنفاق البذخي للسائح السعودي فقد أصبح السائح السعودي محط أنظار كثير من دول العالم المهتمة بالجذب السياحي كدول أوروبا ودول شرق آسيا وبعض الدول العربية، خاصة أن العالم قد دخل لعبة السياحة تصديراً واستقطاباً مما جعل السعودي هدفاً لهذه الدول فهو الأكثر إنفاقا وفقاً للأرقام المحايدة المعلنة. ولا يختلف اثنان على أن السياحة والسفر سواء كانت للترفيه والاستجمام أو للعلاج هي متطلب حياتي لا جدال فيه ولا غضاضة في ممارسته ولكن أكثر ما يحزّ في النفس ويدمي الفؤاد هي تلك الأموال الطائلة التي تُهدر وتُبعثر بكل سهولة في كل أنحاء العالم حتى أصبح السعودي مثاراً للتندر والتفكه في أغلب الأماكن التي يذهب إليها ويزيد الأمر غبناً عندما يصبح حب المظاهر والتفاخر أمام الآخرين هو الدافع والمحرض الرئيس للسياحة والسفر مما يوقع البعض في فخاخ المديونيات طويلة المدى ليصبح أسيراً للديون والشيكات المؤجلة، فيا أيها السائحون في الأرض اعلموا أن السياحة والسفر نزهة ومتعة فلا تجعلوها همّا ونقمة.