استقطعت مديرة المدرسة الثانوية في الخويلدية بالقطيف، عشر درجات من المواظبة ل 49 طالبة في الصف الثالث الثانوي، بينهن طالبة حاصلة على 100% في الفصل الدراسي الأول، بسبب تغيبهن يومين قبل الاختبار التحصيلي، الذي أجري قبل الاختبارات النهائية، وتسبب القرار في حالة من الاستياء بين الطالبات. وشهدت المدرسة حضور عدد من أمهات الطالبات، فضلاً عن ورود عشرات الاتصالات على هاتف المدرسة، احتجاجاً على قرار المديرة الذي سيحرم الطالبات من دخول الجامعة. واستنكرت مديرة المدرسة سميحة الجليدان اعتراض الطالبات، وقالت ل «الشرق» إن قرارها بخصم الدرجات من المواظبة يأتي ضمن أنظمة وزارة التربية والتعليم، وإنها طبقت النظام. وأوضحت أن الطالبات تغيبن عن المدرسة ثلاثة أيام دون عذر مقبول، مبينة أن عذرهن في الغياب أنهن كن يتجهزن للاختبار التحصيلي. ولفتت إلى أنها سلمت الطالبات إشعاراً يتعهد فيه أولياء أمورهن بالحد من غيابهن، وقالت إن الإشعار لم يجدِ نفعاً، وتغيبت الطالبات أيام السبت والأحد والإثنين، وهذا تصرف غير لائق منهن لما ينطوي عليه من تجاهل لقوانين الغياب. وذكرت أن خصم الدرجات في السلوك والمواظبة اختلفت نتائجه بين كل طالبة بحسب عدد أيام غيابها، مشيرة إلى أن بعضهن حصلن على 92 من 100 درجة، وبعضهن 94 درجة، وبينت أنها استقبلت عدداً من الأمهات اللاتي اعترضن على درجات بناتهن، وأنها قبلت أعذار من قدمن عذراً، وأضافت إن الطالبات تخوفن من رفض الجامعة لهن، ولم يتخوفن من إلحاق الظلم بي. وأكدت مسؤولة الغياب في المدرسة، «رفضت ذكر اسمها»، أن إدارة المدرسة حاورت الطالبات قبل تغيبهن، وما إذا كنَّ يرغبن في إجازة من المديرة قبل الاختبار من عدمه، مشيرة إلى أنهن لم يرغبن في إجازة، موضحة أن الغياب الجماعي يعتبر استغفالاً لإدارة المدرسة. وذكرت والدة طالبة في المدرسة، «رفضت ذكر اسمها»، أن الإدارة المدرسية أعطت ابنتها إشعار عدم التغيب بعد رجوعها من الإجازة، كما أن المديرة أخبرت الطالبات بعدم قبولها أي عذر منهن، وتتهمهن بأن أعذارهن غير حقيقية. وأضافت، إن حرصها على مستوى ابنتها الدراسي جعلها تذهب للمدرسة في محاولة منها لاستعطاف المديرة، موضحة أن بعد ذهابها مع عدد من الأمهات إلى المدرسة، تم تجاهلهن من قبل الإدارة ساعة كاملة. وقالت إن المديرة فاجأتهن بقولها: «ليست هناك مشكلة في جلوس بناتكن في المنزل من غير جامعة»، وذكرت أنه نتيجة فقدانهن الأمل في رجوعها عن قرارها لجأن إلى توجيه القطيف، مبينةً أن المسؤولة هناك نصحتهن بالعودة إلى المدرسة، والتفاهم مع المديرة مرة أخرى، أو يتجهن إلى إدارة التربية في الدمام، موضحة أنه بعد فشل جميع المحاولات لجأن إلى توجيه الدمام، إذ إن المسؤولة هناك وعدتهن بتعديل الأمور يوم السبت المقبل. وقالت والدة طالبة أخرى «رفضت ذكر اسمها»: إن المديرة قابلتهن لفترة قصيرة، وأخبرتهن أنها مشغولة، وأوضحت أنها أجبرت الطالبات على التوقيع، موضحة أنه في حال رفضت إحدى الطالبات التوقيع يتم توبيخها من قبل الإدارة. ونوهت إلى أن الطالبات طلبن الإذن من المديرة في الغياب لرغبتهن في ذلك، إلا أنها رفضت طلبهن، إضافة إلى أنها لم تقبل أسفهن بعد رجوعهن إلى المدرسة بعد الإجازة. وعلمت «الشرق» أن هناك تحركات لتعديل نتيجة الطالبات في علامات المواظبة، إلا أنه لم يتأكد ذلك من مصدر رسمي. في انتظار المسؤول وحاولت «الشرق» الحصول على توضيح من مدير العلاقات العامة في إدارة التربية والتعليم خالد الحماد، منذ يوم الأربعاء الماضي، إلا أنه لم يرد على الأسئلة أو الاتصالات، كما حاولت «الشرق» الحصول على توضيح من الإشراف التربوي في القطيف إلا أنها لم تلقَ أي جواب.