لا يتوقع أهالي حي «العمار» من مركزهم الذي مضى على إنشائه نصف قرن أن يقدم لهم خدمات راقية أو ترقى للمستوى المطلوب الذي يتمنونه من مركز صحي. وقالوا ل «الشرق» على الشؤون الصحية إذا أرادت أن يكون هذا المركز فاعلاً، أن تنشئ مركزاً جديداً. المركز الوحيد للأهالي «العمار» أحد مراكز منطقة القصيم الفئة (أ) ويقع جنوب منطقة القصيم على مساحة تقارب تسعين ألف متر مربع، ويبعد أربعين كيلومتراً عن محافظة المذنب وعن بريدة مائة كلم. ويعتبر المنفذ الجنوبي لمنطقة القصيم كونه الحد الفاصل لمنطقتي الرياضوالقصيم ويقع على عديد من الطرق الرئيسة كطريق الرياضالقصيم القديم وطريق مكةالمكرمةحفر الباطن، الذي يصل إلى دولة الكويت. مركز «العمار» هو نقطة انطلاق طريق الملك عبدالعزيز، الذي يبدأ من مركز العمار، وينتهي بمركز النقرة على طريق المدينةالمنورة. وتعتبر وزارة الصحة من الوزارات التي قدمت خدماتها بشكل مبكر لمركز العمار، حيث أنشأت مركزاً صحياً في مركز العمار عام 1379ه وكان يشغل في مبنى مستأجر، وفي عام 1401ه انتقل المستوصف إلى مبنى حكومي متكامل لتقديم الخدمات الصحية لجميع أهالي العمار والقرى المجاورة. نقص فادح المواطن سلطان المطيري تحدث قائلاً: إن المركز الصحي صمم منذ افتتاحه عام 1401ه ليكون مستشفى بسعة ثلاثين سريراً إلا أنه نقل له المركز الصحي منذ ذلك الحين وبقي كما هو حتى اليوم، وهو يعاني من قلة التطوير التي تسير ببطء شديد لا تتناسب مع التطور الصحي بالمملكة أو احتياج المواطنين. مؤكداً أن المركز الصحي ينقصه كثير من القوى العاملة وإمكانات وتجهيزات عديدة التي يحتاج إليها وتشغيل 16 ساعة لا تكفي ولا يوجد فيه طبيب أسنان منذ أكثر من ستة أشهر، ونقل منه أطباء ذوو خبرة لمراكز أخرى، فيما يعمل به الآن أطباء جميعهم حديثو العمل بالمملكة. وأضاف قائلاً: بالنسبة ل16 ساعة حالياً لا يعمل فيها المركز بشكل متواصل، ونحتاج استدعاء الطبيب من المنزل عند الاحتياج له. كما أن المختبر مازال يعمل التحاليل الأولية فقط، والصيدلية ينقصها صيدلي، ولا توجد عيادة أسنان للنساء. وطالب المطيري بافتتاح عيادات تخصصية مثل عيادة لمرضى السكري والضغط وعيادة للأطفال، وعيادة لمرضى القلب، وكذلك افتتاح قسم للطوارئ يعمل على مدار الساعة لكون المركز يخدم ما لايقل عن عشرين ألف مواطن في القرى والمراكز المجاورة التي توجد بها مراكز صحية متواضعة. سحب الأطباء ومن جهته، طالب المواطن فهد بن تريحيب الجبرين الشؤون الصحية بالمنطقة بالكف عن تكليف الأطباء من مركز صحي العمار للمراكز الصحية الأخرى في حال منحهم إجازات، وهذا يسبب خللاً في تقديم الخدمة بالشكل المطلوب. وقال: ألا يكفي أن المركز يزداد ضعفه يوماً بعد يوم لتقوم الشؤون الصحية بسحب الأطباء منه، مشيراً إلى أنه رغم قلة الإمكانات إلا أن هذا التكليف يحدث ربكة كبيرة للمراجعين وللمرضى. قصور كبير من جهة أخرى، اعترف عضو اللجنة الصحية بمركز العمار عايض المطيري بوجود قصور كبير في الخدمات التي يقدمها المركز مطالباً المديرية العامة للشؤون الصحية بضرورة تحويل المركز إلى مستشفى صغير، كما كان مخططاً له قبل سنوات. موضحاً أن الحاجة حالياً ضرورية وملحة إلى إقامة مستشفى متكامل بمركز العمار نظير ارتفاع عدد السكان، مشيراً إلى أن أقرب مستشفى يبعد ستين كيلو متراً.