المواطن الصالح: هو الإنسان الذي تربى على هدي الإسلام ونوره، متمسكاً بقيمته وثوابته، واعتصم بحبل الله المتين بعيداً عن الغلوّ والتشدد، وكان وسطاً كما أمرنا سبحانه وتعالى. وهو الذي ارتوت نفسه الطيبة من معينه الطهور، وغاص ينهل من هذا النبع الذي لا ينضب بحول الله، وكان العين الساهرة ورجل أمن قبل أن يكون مواطناً، بمعنى أن يكون ساهراً يقظاً متسلحاً بالإيمان ويذود عن ثرى هذا الوطن المعطاء، ويقف في وجه كل من تسوّل له نفسه النيل من أمن ومقدرات ومكتسبات بلادنا الغالية، ولنكن جميعاً يداً واحدة خلف قيادتنا الرشيدة وسداً منيعاً لكل متربص وحاقد على أمن ووحدة وتماسك هذا الوطن. وإن ما يحدث في بلادنا – أحياناً – من أعمال تتنافى مع مبادئ وقيم ديننا الحنيف وعلى ما فطرنا وتربينا عليه، وعلى ما قامت عليه أسس وكيان هذه الدولة التي اتخذت من الشريعة الإسلامية دستوراً ومنهاجاً، لهو من قلة مغرر بهم، انحرفوا عن جادة الصواب واتبعوا الشيطان وانزلقوا في مزالق الهوى وهم على باطل وقد وقعوا في شر أعمالهم وبدأوا يتساقطون واحداً تلو الآخر في يد العدالة، وسينالون- بإذن الله- جزاءهم الشرعي العادل جرّاء ما اكتسبت أياديهم ونفوسهم المريضة الأمارة بالسوء. ما سبق يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك وبالحجة الدامغة أن ديننا الحنيف والحمد لله هو النبع الدفّاق لكل فضيلة ومكرمة في هذه الدنيا والحياة التي نعيشها، وما احتوته مبادئ التربية الإسلامية والطرق المثلى في التعامل بين الناس، وما قضت به أصول الأخلاق من قيم رفيعة وعادات حسنة وسلوك قويم، إنما تؤكد على أن الإنسانية عبر القرون تنهل من ذلك المعين الإلهي المغدق الفياض لا كما يفعل هؤلاء الغوغائيون الذين سلكوا طريق الغواية والشيطان وارتموا في أحضان جهات خارجية وصاروا أدوات في أيديهم يوجّهونهم بالطريقة التي يُريدونها، إلا أن العين الساهرة لهذا الوطن من رجال الأمن الأشاوس ومن أبناء الوطن الشرفاء هبّوا جميعاً بالوقوف صفاً واحداً وفي خندق واحد ضد هذه الشرذمة فأجهزوا عليهم وأحبطوا كل محاولاتهم الفاشلة ولم يحققوا مبتغاهم. كان للضربات الاستباقية لرجال الأمن الأثر الكبير والحمد لله، في إفشال كثير من تلك الأعمال الإجرامية نتيجة يقظتهم الدائمة، وما وفرته حكومة خادم الحرمين الشريفين رعاها الله من إمكانات مادية ومعنوية وحصولهم على مؤهلات علمية عالية في علم الجريمة وما سخرته من أجهزة متطورة جداً والخطط الاستراتيجية التي وُضعت لحماية الوطن ومقدّراته مما أدى إلى وَأْدِ كثير من هذه المحاولات التخريبية قبل وقوعها. وقد تم بفضل الله القبض على عدد منهم مؤخراً وقام البعض بتسليم نفسه للسلطات الأمنية والبعض من أرباب السوابق ومن قد تلطخت أيديه بالدماء ومن مروجي المخدرات. إن ما تقوم به حكومتنا الرشيدة في إعطاء الفرصة لمن يسلم نفسه مبدياً أسفه الشديد لما حدث، وقبوله للمناصحة والتجاوب معها بكل جدية سيؤخذ ذلك في الاعتبار كما أعلنته الجهات الأمنية بعد استيفاء التحقيقات الكاملة ثم النظر في أمره وفقا لتعليمات الشرع الحكيم.