ما معنى أن يسلم بدر الشهري المطلوب رقم 33 في قائمة ال 85 نفسه طواعية للسلطات الأمنية بعد بضعة أيام فقط من تسليم جابر الفيفي المطلوب رقم 20 في نفس القائمة؟ .. وما معنى أن تمكن وزارة الداخلية الشهري من لقاء أسرته فور عودته إلى الوطن في موقع سكني وفرت فيه كافة متطلبات العيش الكريم وأن تتيح له فرصة أداء فريضة العمرة ؟ يعني ذلك ببساطة أن الاستراتيجية الأمنية السعودية تؤتي ثمارها، وأن هذا البلد الأمين لا يتخلى قط عن أبنائه، وأن تلك الفئة من أبناء الوطن الذين غرر بهم وأمكن لأنصار الشيطان من أرباب الفكر الضال الإيقاع بهم في شباك الغدر أصبحت تدرك الحقيقة وتعي جيدًا أن العودة إلى حصن العقيدة وحضن الوطن هو الطريق الأمثل والخيار الأفضل للمواطن السوي الذي يتمتع بالفكر المستنير والقلب السليم. ويعني ذلك أيضًا أن الفكر المنحرف والنهج السقيم الذي حاول تنظيم القاعدة الإرهابي نشره انكشف على حقيقته وبانت سوءته لدى أولئك الشباب الذين غرر بهم، والذين أصبحوا الآن على دراية كاملة بأبعاد ومخاطر الانحراف عن جادة الصواب والخروج عن مبادئ وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف بعد أن هداهم الله إلى الطريق الصحيح. ظاهرة تسليم المطلوبين أنفسهم للجهات الأمنية هي بلا شك ظاهرة حميدة ودليل آخر على نجاح الاستراتيجية الأمنية السعودية وإثبات على أن الإرهاب تجارة بائرة وحرفة خاسرة وخروج عن حظيرة الإسلام الذي يعتبر أن من قتل نفسًا بغير نفس كمن قتل الناس جميعًا، وأنه دخيل على مجتمعنا وليس من شيمة هذا الوطن الذي قام على قاعدة صلبة من معاني الوحدة و الإخوة والإخلاص والانتماء ضمن أطر الدين الإسلامي الحنيف بعيدًا عن التطرف والتشدد والمغالاة. يظل الأمل معقودًا في أن تتواصل عودة المطلوبين إلى الوطن وحذوهم حذو جابر الفيفي وعقيل المطيري وفواز العتيبي وفهد الرويلي ومحمد الحربي وبدر الشهري، لأن الوطن أولى بهم، ولأنه في حاجة إلى سواعدهم الفتية وجهودهم المخلصة لإعلاء صرحه، والاستظلال برايته، والذود عن حياضه، فهذه هي شيمة السعودية، وتلك هي شمائل السعوديين.