أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد في خطبة العيد التي شهدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في مكةالمكرمة أمس عند أدائه صلاة عيد الفطر مع جموع المصلين، على ضرورة الوقوف أمام التضليل لتجنب الانزلاق في شبكات المخططات والتخبطات، والحد من تحول الشباب إلى وقود للتفجير. وقال ابن حميد:«يعظم الأسى وتشتد المأساة حين ترى آثار هذا اللبس قد انعكس على فئات من شبابنا الأغرار وصغار الأحلام وذوي الضحالة في العلم والفكر من الذين وقعوا في شباك أجهزة الاستخبارات الإقليمية والدولية وثعالب الساسة حين يندفعون تحت هذه المصطلحات الملتبسة والتزييفات المنحرفة دون رؤية أو روية ليكونوا أبواقا للتكفير ووقودا للتفجير». وزاد إمام وخطيب المسجد الحرام: «أريتم كيف انحرفوا وانجرفوا في شبكات المخططات والتخبطات وانزلقوا بسبب هذا التضليل وارتموا وتحالفوا بسبب الجهل والسذاجة»، متسائلا حول مدى إدراكهم بأن غاية ما يدفعونه نشر الفوضى وإثارة الفتن وبلبلة الفكر، مسلمين ديار الإسلام إلى خصوم الأمة وأعدائها بعد أن تحولوا في انحراف خطير وانجراف مدمر ليستهدفوا أهليهم ويقتلوا إخوانهم وآباءهم وقياداتهم ويخربوا بيوتهم بأيديهم وأيدي أعدائهم. وفي شأن آخر، حث ابن حميد المسلمين على العمل التطوعي والخيري لما فيه من إسهام واسع في فعل الخير ونفع العباد وكل ما يخدم الدين والأوطان والناس، إذ يزيد القدرة على التفاعل والتواصل ويكسب مهارات وخبرات ويزيد من كشف المواهب والقدرات، إضافة إلى إسهامه في توظيف الطاقة البشرية والبناء والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب حده للجريمة والفقر والفساد الأخلاقي. وشدد إمام وخطيب المسجد الحرام على ضرورة نشر المسلم لبهجة العيد في العمل التطوعي وفعل الخير والمسابقة فيه أوسع سبل المنافسة والمسارعة إلى الخيرات والمسابقة في الصالحات بالعمل التطوعي حين يتمخض الإخلاص فإن النفس تزكو والهمة تعلو. وقال ابن حميد:ليس من المبالغة القول إن القطاع الخيري قادر على إنهاء الأزمات الساخنة والباردة، بل إنه يقوي نفوذ الدولة ويحافظ على حق السيادة والقوة ويعزز الأسس التي تقوم عليها ويحافظ على هويتها واستقرارها السياسي، لما يوفره من شراكة شعبية حقيقية تعد أقوى من وسائل الإصلاح. وركز إمام وخطيب المسجد الحرام على وجوب الوقوف أمام التضليل وتشويه الحقائق والمجاهدة حتى لا تسود الأوهام وتتداخل المصطلحات وتلتبس المفاهيم مما يحتم على طلاب الحق ودعاته والساسة والمفكرين والكتاب والمثقفين إيضاح الحقيقة والتصدي لهذا اللبس ونصر الحق. أدى الصلاة مع الملك صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، صاحب السمو الأمير عبد الله بن محمد آل سعود، صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني، صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، صاحب السمو الأمير فيصل بن تركي بن عبد الله، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة. كما أدى الصلاة أيضا، صاحب السمو الملكي الأمير عبد الإله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، أصحاب السمو الملكي الأمراء، العلماء والمشايخ، والوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.