حمَّلنا مسؤولية نشر المفاهيم الصحيحة للعلاقات العامة.. وهناك أنشطة تنفّذ لا تمت لها بصلة نتطلَّع من خلال تنظيم الملتقى لبناء جسور أعمق بين المؤسسات المتخصِّصة ووسائل الإعلام أكد رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للعلاقات العامة الدكتور محمد الحيزان، أن الملتقى الأول للعلاقات العامة لقي أصداء لم تكن متوقعة، موضحاً أن الملتقى الثاني الذي سينطلق اليوم تحت عنوان «إعلام العلاقات العامة، مقومات النجاح ومسببات الإخفاق»، لا يستهدف الجماهير، وإنما يعنى بشريحة متخصصة تمكنت الجمعية من التواصل معها بشكل مباشر، مشيراً إلى أن ذلك يقف سبباً في كون أنشطة الجمعية غير معروفة على الصعيد الجماهيري. وبين في حوار مع «الشرق» أن السبب يعود إلى أن أفراد المجتمع ليسوا مستهدفين إذ إنهم يستهدفون شريحة بعينها. هي فئة المعنيين والمهتمين بهذا التخصص، والممارسين لنشاطه. وأن الجمعية غير ربحية، موضحا أن هناك شركات ومؤسسات تحمل مسميات العلاقات العامة وهي لا تمت بصلة لها. لماذا لا تستهدف الجمعية الجماهير؟ لأن الجمعية تستهدف شريحة متخصصة، فمن الطبيعي، ولاعتبارات مهنية، أن لا تستخدم كافة الوسائل الاتصالية في ظل إمكانية الوصول إلى أصحاب الشأن عبر وسائل محددة تختصر الطريق، وهذا يعني أننا في الجمعية قد التزمنا بما يمليه علينا تخصصنا الذي يقرر أن يتم اختيار قنوات التواصل القادرة على مخاطبة المستهدفين بشكل مباشر، وبناء عليه فنحن لا نحتاج دائما للاتجاه لوسائل الاتصال الجماهيرية، إلا في حالات محدودة كالمناسبات التي تستوجب التوسع في دائرة الجمهور كتنظيم الملتقيات والندوات وورش العمل، مراعين في ذلك حقيقة مفادها أن القصد من نشأة الجمعية لم يكن لغرض إعلامي، وإنما للمساهمة في الارتقاء بتخصصها من خلال الوصول إلى الأهداف بأقصر الطرق. تنظمون اليوم الملتقى الثاني للعلاقات العامة.. فما مردود الملتقى الأول؟ وما أصداؤه؟ حجم الإقبال الكبير على الملتقى الأول فاجأنا، وحضور عدد كبير من المهتمين بالعلاقات العامة من الأكاديميين والمهنيين كان مؤشراً مهماً على مدى الحاجة إلى تنظيم مثل هذا الملتقى، ولعل أبرز ما كشف عنه الملتقى الأول الذي حمل عنوان «العلاقات العامة: جدلية المفهوم وإشكالية الممارسة»، أن هناك ضبابية كثيفة تكتنف هذا التخصص، وهذه الإشكالية في رأيي تتطلب إعادة هيكلة ممارسة العلاقات العامة في المملكة من جذورها، ووضعها في مسارها الصحيح. هل تعتمدون في تنظيم الملتقى على جهودكم الذاتية؟ – بالنسبة لإمكانية القيام الذاتي بهذا الملتقى، فالواقع أن الرعاية المعنوية والمادية التي تلقاها الجمعية على المستوى الرسمي أو الجهات المختلفة تمثل خير دعم، فالملتقيان حظيا برعاية كريمة ومشكورة من وزير التعليم العالي، ومساندة مباشرة من مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وعدد من الشركات ووسائل الإعلام. ولا شك بأن ذلك أسهم بشكل كبير في تنظيم حقق أصداء طيبة وفعالة. ما رؤيتكم من خلال عقد الملتقى؟ – رؤيتنا أن تقدم الجمعية إضافة جديدة حول جانب رئيسي ومهم من نشاط العلاقات العامة، وهو النشاط الإعلامي الذي يمثل قاسماً مشتركاً بين هذا التخصص والإعلام، بما في ذلك العلاقة بوسائل الإعلام، ونأمل فيه أن نعرف بكيفية وطرق توظيف العلاقات العامة لأدواتها الإعلامية، وكذلك بناء جسور أعمق بين المؤسسات ووسائل الإعلام وفق الأساليب المهنية التي يقرها الطرفان، ولاشك أن مشاركة المتخصصين في العلاقات العامة، وعدد من الإعلاميين في الملتقى كفيل بالمساعدة في ذلك. من الملاحظ تزايد شركات العلاقات العامة في المملكة، غير أن بعضها قد يفتقر للتنظيم.. ما هي رؤيتكم؟ – جميل وجود شركات متخصصة في العلاقات العامة، وهذا مطلب للإسهام في دعم النشاط والارتقاء به إلى الأفضل، والجمعية تأمل أن تكون مشاركتها ليس في تنفيذ المهام التي تطلب منها فقط، وإنما عليها مسؤولية نشر ثقافة العلاقات العامة الصحيحة. إذ إن هناك أنشطة تنفذ، وتقرها بعض هذه الشركات والوكالات باسم العلاقات العامة، وهي لا تمت لذلك بصلة. ما حجم تفاعل القطاعات العامة أو الخاصة معكم؟ – لحسن الحظ، فإن تخصص العلاقات العامة تخصص حيوي ومهم لجميع المؤسسات؛ بل وحتى لبعض الشخصيات القيادية، ولذا لم يكن مستغرباً أن يكون التفاعل كبيراً جداً، وهو ما يكشف عن مدى الحاجة إلى خدمات الجمعية وأهمية نشاطها. نلمس هذا في المناقشات والحوارات التي تشهدها مناسبات الجمعية، والتي يحرص كثيرون على المشاركة فيها. وهذا حملنا مسؤولية أكبر، خصوصاً في ظل مطالبة بعضهم بتكثيف أكثر للبرامج التي توفرها الجمعية، أو مضاعفتها. وهو أمر ندرس آلية القيام به ونأمل تحقيقه في ضوء الإمكانات المتاحة. هل تعتقدون أنكم ستصلون إلى أن تكونوا المرجعية في تنظيم نشاط العلاقات العامة؟ – المقومات التي تمتلكها الجمعية تؤهلها بشكل كبير إلى أن تكون كذلك مع تقديرنا للآخرين، ولعل أبرز تلك الإمكانات وأهمها أن الجمعية تمتلك العناصر الفعالة في المسارين المعرفي والمهني، فالقائمون على الجمعية وتحديداً مجلس الإدارة يضم أعضاء حاصلين على مؤهلات عليا في مجال التخصص ومن مؤسسات عالمية مرموقة، كما أنهم ممن مارسوا هذا النشاط لسنوات طويلة. ماذا استفدتم من الدورات التي أقامتها الجمعية؟ – ربما السؤال الأهم ماذا استفاد الذين حضروا تلك الدورات من محتوياتها، وأستطيع أن أقول بأن ردود أفعالهم مشجعة، ونحن نحرص على تقييمها بما يمكننا من تطوير دورات الجمعية من وقت لآخر. أما ماذا استفادت الجمعية فأستطيع أن ألخصه في القول بأنها أسهمت في أداء جزء مهم في خدمة العاملين في قطاع العلاقات العامة والمهتمين به، ولعلها بذلك ساعدت على الارتقاء بأداء المهنة، وهذا يعني أنها استفادت تحقيقها لجزء مهم من أهدافها.