اعتبر القاص والإعلامي حسين علي حسين ثلاثة أرباع العاملين في الصحافة يفتقرون للمهنية، وأن كثيراً من كتاب المقالات لا يفرقون بين الخاطرة والمقال. وعلى الرغم من مضي 15عاماً على عدم نشره أي كتاب، إلا أنه كشف عن اشتغاله على تصحيح رواية له، إضافة إلى روايتين مازال يعمل عليهما، ومجموعة قصصية جاهزة للنشر، وكتاب عن المدينةالمنورة، في محاضرة له أقامها نادي المنطقة الشرقية الأدبي مساء أمس الأول، أدارها القاص عبدالله الوصالي. ورأى حسين أن الساحة الآن مليئة بمن يصفون أنفسهم مبدعين، ممن استغل وسائل الانتشار السريعة في نشر منتجهم، وأصبحنا نرى كتَّاباً ينشرون كتاباً كل ثلاثة أشهر، مضيفاً إن الإبداع يحتاج إلى مداورة ومعالجة. وتحدث حسين عن تجربته القصصية والإعلامية، وذكر عن بدايته، أنه ولد لأبوين أميين، وأن والده كان يعمل مقاولاً يستثمر مهارته في البناء ببعض المال البسيط. ونشأ حسين في أحد أحواش المدينةالمنورة، التي كانت محيطة بالحرم النبوي، ويصفها بأنها مكونة من 60 حوشاً تقريباً، تضم عدداً من المنازل التي تبلغ مساحتها بين 40 إلى 60 متراً، بعضها ذو طابقين، ولكل حوش بوابة للدخول تغلق مساءً، كما لها ساحة تتوسط المنازل تقام فيها المناسبات، وتخلو المنازل من دورات مياه، حيث لكل حوش دورتا مياه عامة، واحدة للرجال وأخرى للنساء. وذكر أنه ولد في حوش «الأجاوزة» الواقع جنوب الحرم النبوي مباشرة. بدأ حسين في القراءة في سن العاشرة، ابتدأ مع مجلات «ميكي ماوس» و»بساط الريح» و»الشكبة». وصادف دخوله امتحان الكفاءة المتوسطة في عام 1967م «النكسة»، معتبراً إياه حدثاً مفصلياً في حياته. وقال: لا نزال نعيش تلك الهزيمة إلى الآن ولم ننهض بتاتاً، وأدخلت الهزيمة الكآبة إلى نفسي. وأدى تعثره في المرحلة الثانوية إلى تركه المدرسة والتوجه إلى الرياض للعمل. وشهد عام 1969 أول مراحل الكتابة، وأنجز فيها أول قصة طويلة له، ونشرت في «دنيا الأدب» السودانية. وذكر أنه بعد نشره ثلاث مجموعات قصصية، مضت 15 سنة من غير أن ينشر أي كتاب آخر، مبرراً ذلك بحالة من «الاكتئاب غير المرضي»، واعتبرها «فسحة للقراءة». والتحق بالعمل في أمانة الرياض، ثم في وزارة الإعلام، وتقاعد في سن 45، وقال عن هذا القرار: «قدمت استقالتي في لحظة نزق، كنت أرغب في أن أكون رجل أعمال، لكن حساب الحقل لا يتوافق مع حساب البيدر». ودخل باب الصحافة من باب الإعارة، موضحاً أنه عمل في جريدة المدينة معاراً من أمانة الرياض، وبعد عام تركها ليتجه للعمل في جريدة الرياض ومجلة اليمامة، ويتذكر أنه عندما وصل مدينة الرياض لأول مرة في عام 1390ه، لم يكن فيها أي كاتب قصة قصيرة، وأنهم جاءوا من بعد مجيئه، مشيراً إلى أن الجيل السابق لهم كانوا مقلين في الكتابة، كما أنهم لم يرفدوا أنفسهم بثقافة مستمرة، وكثير من الكتاب الكبار الذين يقرأ لهم الآن يجد فيهم خفة في التناول، وعدم المراجعة لما يطرحون. عمل حسين محرراً صحافياً ميدانياً ثم محرر صياغة في جريدة الرياض، وكاتباً يومياً في «المدينة» ثم «اليوم» وله زاوية أسبوعية في «الشرق الأوسط» و«اليمامة». ورأى في الصحافة أنها «مهنته»، ولكن «لم أكتب حرفاً أدبياً في مكتب الجريدة»، مضيفاً، «الصحافة خلصتني من العبارة الضبابية، وفتحت أمامي باباً واسعاً في لقاء الناس»، مشيراً إلى قراءته سبع صحف يومياً، ويصر على استخدام «القلم والورق في الكتابة». حسين علي حسين * ولد في المدينةالمنورة في عام 1950م. * نشأ في حوش الأجاوزة جنوب الحرم النبوي. * يعتبر أول من كتب القصة القصيرة في المملكة. * أصدر ثلاث مجموعات قصصية: «الرحيل»، «ترنيمة الرجل المطارد» و«طابور المياه الحديدية». * صدرت المجموعة الأولى في عام 1978م. * يملك مكتبة تحوي 15 ألف كتاب.