حينما يتم الربط التلقائي بين المسلمين والحوادث الإرهابية، إثر وقوع أي حادث في أوروبا وأمريكا، لا يبدو أن التأكيد على كون الإرهاب فكرة لا ترتبط بدين أو لون أو جنس، الذي لا نتوقف عن التركيز عليه منذ عقد من الزمن وأكثر، أدى لتغيير قناعات بعض وسائل الإعلام الغربي، والأمريكي بشكل خاص، ما يدفعنا للتساؤل عما إذا كانت وسائل الإعلام هذه تعرف للإرهابي صفات محددة تستبق بها عمليات التحقيق، هل هي ملامح الوجه؟ أم اللون؟ أم أنه الدين؟. هذا التناول يختلف حينما يكون المتهم بالإرهاب غير مسلم، نتذكر كيف تعاملت وسائل الإعلام الأجنبية مع مقتل الأكاديمية المصرية مروة الشربيني في ألمانيا عام 2009 على يد الألماني «أليكس دبليو فينز» لغضبه من إصرارها على ارتداء الحجاب. ونتذكر أيضاً النرويجي العنصري المعادي للإسلام، أندرس بريفيك، حينما فتح النار على 85 شاباً من مواطنيه في صيف 2011، وكيف أن الإعلام الغربي تعامل معه باعتباره معتنقاً لفكر متطرف، يكاد يندثر في المجتمعات الأوروبية، يقوم على العنصرية ومعاداة الآخر. لا نطلب منهم إلا أن يعاملوا أبناءنا في الخارج بالمعايير التي تعاملوا بها مع «بريفيك» وقاتل مروة الشربيني، فقد سئمنا إلقاء الشبهة ابتداءً في كل حادث كبير على المسلمين والعرب، بُحَّت أصوات مثقفينا ووسائل إعلامنا وهم يذكِّرون بأن يد الإرهاب السوداء ضربت أكثر من مرة في عواصم عربية وإسلامية. إن المعالجة المتسرعة والمتسمة ب «عنصرية صارخة» من قِبَل صحف ووسائل إعلام أمريكية لتحقيقات ما بعد تفجيري بوسطن لن تجعلنا كعرب ومسلمين، نتوقف عن التأكيد على أن الإرهاب فعل مجرَّم لدينا كما هو الحال لدى الغرب.