أثارت إعلامية وناشطة مصرية جدلاً عنيفاً على صفحات الفيسبوك، حول تصعيد الشارع لقضية الطبيبة المصرية مروة الشربيني التي لقيت مصرعها في قاعة إحدى المحاكم الألمانية، على يدي ألماني من أصل روسي طعنها بسكين كان يخفيه في ملابسه، بعد أن قضت المحكمة بتغريمه 38 ألف يورو لصالح الطبيبة، تعويضاً لها على سبه إياها ونعتها بالإرهابية، حين دخلا في جدل حول أحقية استخدام ابنيهما لأرجوحة أطفال في إحدى الحدائق العامة. وأشعلت هذه الحادثة مشاعر الغضب في الشارع المصري، كما امتلأت وسائل الإعلام المصرية المختلفة باحتجاجات تندد بالعنصرية ضد المسلمين.
ووصل الأمر إلى إعلان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنها ستبحث القضية مع الرئيس مبارك على هامش اجتماعات مجموعة الثماني في إيطاليا.
وعلى صفحات الفيسبوك، وضع كثير من المصريين صورة الطبيبة القتيلة بدلا من صورهم في صفحاتهم الخاصة، بعد أن أطلقوا عليها لقب (شهيدة الحجاب)، ودعا كثيرون إلى تنظيم مسيرة تتوجه إلى السفارة الألمانية بالقاهرة، وتنادي بتحقيق العدالة والقصاص من القاتل، كما شهد الموقع إنشاء عددا من المجموعات (الجروبات) التي تحمل اسم مروة الشربيني. ووسط هذه الاحتجاجات والسخط العارم، كتبت الإعلامية والناشطة المعروفة بتوجهاتها الحقوقية النسوية، على حائطها في صفحتها الخاصة على الموقع، عبارة ترفض المشاركة في أي (جروب) يحمل اسم مروة الشربيني، قائلة إن الموضوع "أخذ أكثر من حقه". لقد ضربت الإعلامية المصرية – على حد التعبير المصري الدارج – (كرسي في الكلوب)، وسط صخب الاحتجاجات على طبيعة الحادثة، ونقلت الكرة إلى ملعب من يطبقون نظرية المؤامرة على كل حادثة مماثلة. ورغم أن صوت الرفض الذي أعلنته الإعلامية المصرية، بدا في أول الأمر وحيدا وسط ضجيج المعارضين لموقفها .. إلا أن صوتها استطاع بعد ذلك اكتساب مؤيدين قدموا حججا مختلفة على رفضهم لتصعيد الموقف، وإدراجه في إطار نظرية المؤامرة التي تحظى بقبول كبير في الشارع العربي.
يقول أحد المؤيدين "ردا على المزايدين على فقيدة مصر الدكتورة مروى الشربيني هي فقيدة مصر و شهيدة مصر لدى البعض منا لكنها ليست فقيدة الحجاب و ليست شهيدته.. فالرجل لم يقل لها اخلعي الحجاب وإلا قتلتك وهي لم ترفض خلع الحجاب، لكنه قتلها غدرا و غلا و حقدا على كسبها القضية التي تم فيها تعويضها ب 28000 يورو فأصاب الرجل الجنون وقتلها، ولو كانت مسيحية ألمانية لكان قتلها أيضاً". ودفاعاً عن موقفها الرافض كتبت الإعلامية : "كم من أجنبي قتل على أرض مصر منذ التسعينات و كانت حوادث ارهابية بمعنى ارهابية.. هل تتذكرون حادثة الأقصر عام 97 ؟ راح ضحيتها 58 انسان من مختلف الجنسيات لم يعنيهم من المجيئ لمصر سوى مشاهدة أثارها العظيمة. في حادثة واحدة 58 فرد. و آخر الحوادث مقتل شابة فرنسية 17 عام في خان الخليلي في فبراير الماضي". وعددت الحوادث الإرهابية التي وقعت في مصر وراح ضحيتها عشرات الأجانب، موضحة أنه لم تحدث مظاهرات في البلاد التي ينتمي إليها الضحايا، مثلما حدث في مصر".