لا تزال مشاهد الحوادث المميتة – التي راح ضحيتها أعداد كبيرة من أهالي محافظتي رجال ألمع ومحايل عسير وكذلك من زوار المحافظتين – عالقة في أذهان أسرهم التي فقدتهم ، إنه الطريق الرابط بين محافظتي رجال ألمع ومحايل عسير والذي أطلق عليه كثير من أهالي المحافظتين ( طريق الموت ) . “الشرق” التقت عدداً من المواطنين في محافظة رجال ألمع الذين يحدوهم الأمل في الجهات المسؤولة سرعة التدخل في إيقاف نزيف الدماء الذي لا يكاد يمر يوم دون وقوع حادث إما أن يكون فيه متوفى أو مصاب إصابات خطيرة . بداية كان لنا لقاء مع المواطن إبراهيم آل زايد والذي فقد شقيقه وزوجة شقيقه قبل فترة ليست بالبعيدة والذي ذكر أن هذا الطريق أصبح هاجساً مقلقاً لكل من يسلكه بل إنه اعتبر من يعود إلى أهله بعد قضاء أي مشوار إلى محافظة محايل أو رجال ألمع مولوداً من جديد . وناشد آل زايد الجهات المسؤولة كوزارة الطرق والشؤون البلدية والقروية بسرعة التعاون وإيجاد الحلول المناسبة لهذا الطريق الذي راح ضحيته الكثير من البشر ومازال نزف الدماء مستمراً حسب كلامه . أما الزميل الإعلامي حسن علي الطالعي مراسل قناة العربية بالمنطقة الغربية والذي فقد زوجته وثلاثة من أبنائه فقد تحدث للشرق قائلاً : « فقدت زوجتي وثلاثة من أبنائي في هذا الطريق المشؤوم – طريق الموت – وغيري الكثير والكثير ممن فقدوا أبناء وأخوة لهم ، ولو نظرنا إلى المسافة المتبقية من ازدواجية الطريق لوجدنا أنها بالتحديد 28 كيلومتراً اثنا عشر كيلو متراً منها تتبع لمحافظة رجال ألمع إدارياً وستة عشر كيلوا متراً تتبع لمحافظة محايل عسير فهل تعجز وزارة النقل ووزارة الشؤون البلدية والقروية في إيجاد حلول لمثل هذه المسافة خاصة وأن الحلول لا تحتاج إلى فترة طويلة من الوقت في الوقت الذي تذهب فيه ضحايا كثيرة وأرواح أبرياء مع العلم أننا نؤمن بالقضاء والقدر لكن لماذا لا نأخذ بالأسباب ؟ « وأضاف الطالعي : لم يعان ويحس أي شخص في هذه الحياة بمصيبة الفقد والأسى والحزن إلا من فقد شخصاً يعز عليه وعبر جريدة “الشرق” هذه الواجهة الإعلامية الجديدة التي نعلم أنها منبر نوصل من خلاله رسائلنا للمسؤولين كمصابين في أسرنا الذين فقدناهم بأن ينظر لهذا الطريق بعين الجهة المسؤولة عن حياة الأبرياء . ومن خلالكم أيضاً أطالب وزارتي النقل والشؤون البلدية والقروية بسرعة التدخل وإيجاد الحلول المناسبة لهذا الطريق الذي أضر بالكثير وأفقدهم من يعزون عليهم . من جهته ناشد المواطن علي فرحان العسيري الذي فقد أحد أبنائه على هذا الطريق أيضا الجهات المسؤولة كما طالب الجهات الأمنية خاصة جهاز المرور بتكثيف الدوريات الأمنية المراقبة على هذا الطريق والذي سيحد نوعاً ما من الحوادث المميتة التي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء على الأقل حتى تتم ازدواجية الطريق . وتساءل آل فرحان هل عجزت وزارتا النقل والبلديات عن إيجاد الحلول المناسبة لمثل هذه الطرق التي أفقدت الناس أعز ما يملكون من أسرهم . وشاركه المواطن يحيى إبراهيم محمد في مطالبة الجهات المسؤولة بوقف نزيف الدماء على هذا الطريق الذي راح ضحيته أبناءنا . إلى ذلك صرح محافظ رجال ألمع الأستاذ سعيد بن علي آل مبارك مبيناً إنه تم عرض موضوع هذا الطريق على سمو أمير منطقة عسير حفظه الله والذي وجه عاجلاً باجتماع محافظي محايل عسير ورجال ألمع ورئيسي بلدية رجال ألمع وبلدية محايل عسير ودراسة الوضع وإيجاد الحلول المناسبة والرفع لسموه بما توصلت إليه اللجنة . وأضاف آل مبارك إن الاجتماعات هذه الأيام قائمة لإيجاد الحلول السريعة خاصة وأن الطريق يربط بين منطقتي عسير وجازان وأنه طريق هام جداً إضافة إلى أنه ستقام مشاريع على هذا الطريق منها مستشفى محافظة رجال ألمع وكذلك فرع جامعة الملك خالد بالمحافظة وبالتالي لابد من تضافر الجهود حتى يتم تكملة ازدواجية الطريق ما بين رجال ألمع ومحايل عسير . وأبدى آل مبارك ثقته في رئيس بلدية رجال ألمع ورئيس بلدية محايل عسير بأنهما سيتعاونان مع الجهات المسؤولة في سبيل وقف نزف الدماء الذي بات يشكل هاجساً لدى سالكيه . وختم آل مبارك تصريحه بشكره لسمو أمير منطقة عسير الرجل الداعم لكل المشاريع التنموية التي من شأنها خدمة المواطن في رجال ألمع وغيرها من محافظات منطقة عسير . احد الحوادث منظر بات مألوفا لدى عابري الطريق حادث مروع وقع على الطريق إبراهيم آل زايد حسن الطالعي محافظ رجال ألمع