لم أتشرف بمقابلة «دعشوش» أشهر قراء صحيفة «الشرق» ومع هذا أتمنى أن يكون مساعداً لي في رحلتي لمحاربة نتوءات الزمن التي تخدش مفاصل حياتنا اليومية… «دون كيشوت» ببرجوازيته أصابني في مقتل وأنا أقرأ أشهر الروايات التي ظهرت في إسبانيا قبل 400 سنة وطبعت بكل اللغات، وأعيد طبعها باللغة الإسبانية 500 مرة وباللغة الإنجليزية 200 مرة، فقد أصابتني نفس النشوة ونفس الغرور، وشعرت أنني قادر على مواجهة طواحين «الفساد» وهتك ستر المشاريع المتعثرة، وقادر على لملمة جراح الوطن من أقصاه إلى أقصاه، أعرف أن هذا غرور، قاَتَلَ الله الغرور والصلف والكبرياء، ولكن سأمضي في هذا الاتجاه وسيكون «دعشوش» رفيق دربي ورزقي على الله. دون كيشوت توقع قدرته على محاربة الطواحين فعلق بها ودارت به ثم قذفت به بعيدا، وشق طريقه بعنف ضد قطيع من الأغنام، وقتل منها ما قتل، وخرج بجروح وكسور من الرعاة – «معاونه جاه من المطر رشاش» – ودخل في معارك كثيرة خسرها جميعا؛ لأنه كان يبحث عن «العدل ومحاربة الفساد» بطريقة بدائية جدا. بنفس الفرس ونفس السلاح أستطيع ردم كل الحُفر والتشققات في شوارع مدننا، وأستطيع إنجاز جميع المشاريع المتعثرة، وأستطيع قتل البطالة واغتيال «الغلاء» ونحر «الواسطة» من الوريد إلى الوريد، أستطيع فعل ما هو أكثر من ذلك، ولكن من أين لي بفرس وسيف ومساعد مثل «سانشوبانزا» أو بنفس مواصفات وقياس «دعشوش».