أوضح القرآن الكريم أن الإيمان يعتمد على محبة الله عز وجل ومحبة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، كما أن محبة الله سبحانه وتعالى مرتبطة باتباع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال الله تعالى ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)، وقال تعالى ( وإن تطيعوه تهتدوا) كما أن من اكتمال الإيمان أن تكون محبة رسوله -صلى الله عليه وسلم- أحبّ إلى المؤمن من النفس ذاتها قال -صلى الله عليه وسلم- ( لايؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من ماله وولده ونفسه والناس أجمعين) رواه البخاري وقد ورد عن الخليفة عُمر رضي اللّه عنه أنه أخبر النبيّ -صلى اللّه عليه وسلم- عن مدى محبّته الكبيرة له فقال: يا رسول اللّه! واللّه لأنت أحبّ إليَّ من كلّ شيء إلاّ من نفسي فقال له رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلم-: لا يا عُمر.. حتى أكون أحبّ إليك من نفسك فقال عمر: يا رسول اللّه واللّه لأنت أحبّ اليَّ من كلّ شيء حتّى من نفسي فقال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلم-:الآن يا عُمر.رواه البخاري، وعلامة حُبّ الشخص لرسول -الله صلى الله عليه وسلم- أن يحُبّ ما أحبّه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وقد أحبّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه المدينة المباركة أشدّ الحُب حتى كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسرع دابته عند ظهور المدينة وقت عودته من السفر، فعن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال : خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك وفيه: ثم أقبلنا، حتى قدمنا وادي القرى فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « إني مسرع، فمن شاء منكم فليسرع معي، بل دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم – أن تكون المدينة محبوبة لدى كل قلب مؤمن ومؤمنة فقال: « اللهم حبَّبْ إلينا المدينة كحبّنا مكة أو أشد «. متفق عليه، فأصبحت المدينة محبوبة لدى كل مسلم ومسلمة، وقد أطلقت على المدينة الحبيبة والمحبوبة والمحبة والمحبِّبة لأنها مدينة الحبيب -صلى الله عليه وسلم-، ونفوس المسلمين والمسلمات تذوب شوقاً وحباً له فداه روحي ولا أملك سواها… قَلْبِي يُحَدِّثُنِيْ بِأَنَّكَ مُتْلِفِي رُوحِي فِدَاكَ عَرَفْتَ أمْ لَمْ تعْرِفِ مَالِي سِوَى رُوحي وباذِلُ نفسِهِ في حُبِّ مَنْ يَهْوَاهُ لَيْسَ بِمُسْرِفِ فَلَئِنْ رَضِيْتَ بِهَا فَقَدْ أَسْعَفْتَنِي يا خيبَةَ المَسْعَى إذَا لَمْ تُسْعِفِ