قال عضو هيئة التدريس في جامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتور فايز القرعان، إن الفترة الحالية تشهد تصعيداً في أزمة الشعر، بعد رحيل عدد من الأسماء الشعرية الكبيرة مثل بدر شاكر السياب، ونزار قباني، ومحمود درويش، والدكتور غازي القصيبي. وأوضح القرعان، أثناء تقديمه ورقة نقدية في أمسية شعرية نقدية، أقامها نادي الأحساء الأدبي مساء أمس الأول، احتفالا بمناسبة يوم الشعر العالمي، أن خمود «براكين الشعر» تلك، ساهم في إدراك مريدي الشعر ونقاده خطورة الوضع الذي هم فيه، لافتا إلى أن أزمة الشعر والشاعر تكمن اليوم في التشكيل الفني والموضوعاتي والإيقاعي للشعر، وحواره مع الأجناس الأدبية الأخرى. كما بيّن أن أزمة المتلقي تتوزع على ثلاثة أطراف: الناقد المتخصص، الناقد السطحي، والقارئ. وشارك في الأمسية، التي قدمها الشاعر أحمد العمير، الشاعران سلطان السبهان، وإبراهيم البوشفيع، اللذان قدما مجموعة متنوعة من قصائدهما في ثلاث جولات. من جانبه، قال رئيس النادي الدكتور ظافر الشهري، إن كثيرا من الشعراء المبدعين عزفوا عن الساحة الأدبية، وانزووا إلى ذواتهم بسبب إجحاف كثير من النقاد الذين يتخذون من النقد باباً لمصالح شخصية، وتوجيه النقد للشاعر وليس للمنتج الإبداعي الشعري، كما يبتعدون عن الأمانة المهنية، والحيادية في النقد، وتحولوا من نقاد نصوص إلى نقاد أشخاص، وخرجوا «بوظيفة» النقد من دائرة تمييز النصوص الإبداعية إلى التسويق للمبدع، موضحا أن النقد مفهوم له قيمته ومصداقيته وصلته بالجمال والفن، وله أخلاقيات سامية، يدرك من خلالها الناقد واجباته، ويحترم عقول القراء، ويسعى إلى تنمية الوعي الثقافي والمعرفي.