كشفت دراسة علمية حديثة تناولت الخطاب النقدي، أن نسبة النقد الإطرائي الشخصي المبالغ فيه عالية جدا، وأنها فاقت ال80% في الوقت الحالي، وهو دليل قوي على أن الخطاب النقدي اتجه إلى الشخص وليس النقد الموضوعي الموجه للنص وجمالياته أو قوته وضعفه. وأشار أستاذ الأدب والنقد بجامعة الملك فيصل رئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور ظافر الشهري، في ورقة بعنوان "حضور النقد وغيابه في المشهد الشعري الحديث"، مساء أول من أمس في يوم الشعر العالمي، إلى أن إشكالية عدم تأصيل ثقافة النقد المنصف، وربما غيابها في خطابنا النقدي اليوم يصنعها في أحيان كثيرة سلوك المعية والضدية، ومصلحة الناقد الآنية وفق منهج هذا الخطاب، وهو سلوك ساهم الخطاب الإعلامي في تكريسه، حيث تبرز في جوانب متعددة منه هذه النمطية لتتجاوز التوافق والاختلاف المقبول في مثل هذه الخطابات إلى التعصب للرأي الواحد وتسويقه على أنه النموذج الأمثل في هذا المنجز. وأبان أنه من المؤسف أن نجد النقد الشخصي يشكل الآن نسبة كبيرة ومخيفة في منجزنا النقدي، وليس النقد الموضوعي الموجه للنص وجمالياته، وغابت معه ثقافة الحوار الهادئ المبنية على التحليل الموضوعي، وإصدار الأحكام بناء على رؤية نقدية لا تعرف للمجاملة سبيلا، مشددا على أن الخطاب الأدبي مسؤولية وشرف وأمانة وليس مجرد تفريغ لأمراض نفسية، وأحقاد على المجتمع وحرب على القيم والأخلاق تحت ذرائع واهية. وكان أستاذ الأدب في جامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتور فايز القرعان، ذكر خلال الأمسية أن هناك تصعيدا في أزمة الشعر في هذه الفترة الزمنية بعد موت وخمود الكثير من براكين الشعر مما جعل مريدي الشعر ونقاده يدركون خطورة الوضع الذي هم فيه، مضيفا أن أزمة الشعر والشاعر اليوم تكمن في التشكيل الفني والموضوعاتي والإيقاعي للشعر، وحواره مع الأجناس الأدبية الأخرى، وأن أزمة المتلقي تتوزع على ثلاثة أطراف، هي الناقد المتخصص والناقد السطحي والقارئ.