هذه أسطرٌ أوجهها إلى أخي الموظف الكريم الذي يستشعر أنَّه مؤتمنٌ على عمله، مما يجب عليه أداء الأمانة بالقيام بعمله على أكمل وجه، وأنْ يحرص كلَّ الحرص على إنجاز ما كلِّف به وعدم تعطيل معاملات المراجعين أو تأخيرها، فالموظف لم يُعيَّن في وظيفته إلا للقيام بعمله على الوجه المشرِّف الذي تبرأ به الذمة، فمنْ أحسن في عمله وراقب الله عزوجل، فإنَّ الله يبارك له فيما يتقاضاه من رواتب، ولك أنْ تعجب أنَّ البعض راتبه لا يتجاوز بضعة آلاف ويجد البركة فيه، والبعض الآخر راتبه يبلغ الثلاثين والأربعين ألفاً ولكنه يشتكي عدم كفايته إلى نهاية الشهر!! ومن جالس كبار السن وأفاد منهم ما يروونه منْ قصصٍ تربوية ونصائح أبوية، فيها أنَّ البركة في المال القليل خيرٌ من المال الكثير الذي لا بركة فيه. إنَّ الموظف أجيرٌ لدى من وظَّفه، فكما أنَّه يريد أنْ لا يُنقص من راتبه شيئاً فكذلك يريد منه صاحب العمل أنْ يبذل جهده في عمله وأنْ يخلص فيه، فعلى كل موظفٍ أنْ يولي عمله اهتمامه، وأنْ يحفظ وقت عمله لمصالح العمل لا للمصالح الشخصية. أرأيتم ذلك الموظف الذي يُعطِّل المعاملات ويؤخرها؟ هل هو محسنٌ في عمله أم أنَّه مسيءٌ فيه؟ وهل قدَّر المراجعين وأعطاهم حقهم بإنهاء ما يخصهم من عمل؟ وهل قدَّر الأمانة الملقاة على عاتقه؟ وبماذا سيقابل الله تعالى إذا سأله عن تقصيره؟ وأسئلةٌ كثيرةٌ تتبادر إلى الذهن، مما ينبغي أنْ يحاسب المرء نفسه قبل أنْ يحاسب، وأنْ لا يؤثر الدنيا على الآخرة، فإنَّ الدنيا فانيةٌ والآخرة باقيةٌ وهي الحياة الحقيقية، وعليك أيها الموظف المقصر أنْ تنفض غبار التقصير وتشمِّر عن ساعد الجد في عملك، وتبادر إلى تصحيح ما وقعت فيه من خطإٍ وتقصير، وسترى بإذن الله من البركة والسعادة مالم يجده من أهمل عمله أو استغله في مصالحه الشخصية.