«عندما تكون أصغر من أن تستطيع رؤية الفن، حينها تثير القصة اهتمامك» حسب قول الناقد الأمريكي كليمنت غرينبرغ، الذي يؤكد – بما لايدع مجالاً للشك في مقولته تلك – على هوية هذا الكائن السردي وأهميته في المنظومة الأدبية. ومن هنا جاء الاحتفاء بيوم القصة العالمي، الذي يصادف 14 فبراير من كل عام، كإشارة واضحة على عمق المدلول الذي يقدِّمُه هذا الجنس الأدبي مواكبةً للحركة السرديَّة العالميَّة في مختلف بلاد العالم، حيث يمثل هذا الجنس الأدبي سلطته على جميع الأجناس الأدبية الأخرى في هذا اليوم على وجه الخصوص، والاحتفاء بهذا اليوم لا يعني أن تقام أمسية سردية في ليلة واحدة فقط، بل يجب أن يكون هذا اليوم عالميًّا بما تعنيه هذه الكلمة من منطلق الاحتفاء به بشكلٍ يليقُ مع مكانته ومع كتَّابه ومع ما يقدمه من قيمة ثقافية، فالصورة النمطية التي تقيمها الأندية الأدبية كل عام باتت صورة روتينية ومتشابهة إلى حد كبير، متمثلة في: أمسية قصصية، وعرض إصدارات لبعض الكُتَّاب، والسؤال الذي أطرحه هنا: هل تتويج القصة القصيرة في يومها العالمي يقتصر على مثل تلك البرامج المتكررة؟ لابد أن تكون هناك رؤية استقرائية لهذا اليوم والاحتفاء به بشكل أجمل يتمثَّلُ ذلك في عقد ملتقى متكامل تُعقَد فيه المحاضرات النقدية والندوات والأمسيات القصصية وإقامة معرض كتاب لعرض الإصدارت القصصية واستضافة بعض الشخصيات المحلية والعربية والعالمية على أن يتبناه كلَّ عام نادٍ أدبيٌّ قادرٌ على تغذية هذا اليوم بشكل يتوافق ومكانته الأدبية.