أكد الدكتور سعد البازعي أن روايات الإثارة «ليست هي الطاغية على المشهد في المملكة، فرائحة الأرض موجودة لدى روائيين وقصاصين كثر مثل عبده خال وأميمة الخميس وأحمد الدويحي»، لافتاً إلى أن القصة السعودية في الثمانينات «كانت مسكونة بخطاب شعري» وخلص إلى أننا «لن نعود إلى نوع قصص الثمانينات، فيما لو عادت القصة إلى الواجهة إلا بشكل آخر مختلف»، مطالباً الأندية بنشر السرد وترك نشر الدراسات والنقد. من جهة أخرى، أكد باحثون وكتّاب، في احتفال أقامه النادي الأدبي بالرياض بيوم القصة العالمي، أخيراً، وتمت مناقشة وضع القصة القصيرة ما بين الفردية والمؤسساتية، أن الرواية اختطفت القصة في المشهد السعودي الراهن. وانتقد بعضهم الإثارة التي تمارسها الروايات، إضافة إلى بعد الكتابات السردية عموماً عن الهم الوطني وعن تنمية القيم وشحذ الهمم والطموح وإثبات الذات، مطالبين بالاهتمام بالقصص الجادة التي تبقى وليست المسلية فقط، وبضرورة تحويلها إلى مسلسلات. وفي بداية الأمسية، حاول رئيس النادي الدكتور عبدالله الوشمي أن يطرح محاور وأسئلة، منها ما يتعلق بدور الأندية الأدبية في العناية بالقصة. وقال: «إن عدم نشر الأندية روايات في مقابل نشر المجموعات القصصية، يجعلنا نتساءل كمسؤولين: هل نحن نتحرك نحو القصة دون أن نعي؟». وبعد أن أشار إلى نجاح تجربة نادي الرياض في طباعة المجموعات القصصية، من خلال فوز مجموعة القاص عدي الحربش «حكاية الصبي الذي رأى النوم» بجائزة كتاب العام مناصفة العام الماضي، ومجموعات أخرى لافتة، تساءل عن دور الناشرين وتوجه النقد إلى الروايات دون غيرها، مذكراً أن الإعلام الجديد أصبح مؤثراً في خفوت الأجناس والمسلمات النقدية. وتحدث القاص والروائي أحمد الدويحي عن جيل القصة السعودي الثاني في فترة الثمانينات الميلادية، ووصفه بأنه السبب في أن نقول بعده إن لدينا قصة سعودية في المحيط العربي، ملمحاً إلى أثر الشعرية في تلك الفترة على القصة، واقترابها بالتالي من المعالجة الذاتية، مشيراً إلى غياب متابعة القصة إعلامياً. وانتقد الدويحي دور النشر التي تعاملت مع الإبداع والأدب كالمناقصات التجارية، «فاهتمت بمنافذ البيع وابتعدت عن نشر الأدب الواعي المتصل بنبض الناس». من جانبه، أعاد الباحث خالد اليوسف ذكرى نادي القصة من جديد، متأسفاً على إلغائه على رغم أنه كان النادي الثالث من بين أندية القصة العربية. وقال إن القصة السعودية ارتقت لمراتب عالية عربياً، مؤكداً ذلك بالأسماء الكثيرة في جيلي الثمانينات والتسعينات، «إذ خرجت القصة من الذاتية إلى المجتمع»، منتقداً وزارة الثقافة «لأنها لم توزع أنطولوجيا القصة التي أعدها بالشكل المرضي». وجاءت مشاركة الروائي محمد المزيني تبريراً لقلبه هرم الكتابة السردية من الرواية إلى القصة، وتحدث عن تجربته الروائية. وختم بأن حدسه يقول إن الاتجاه الإبداعي سيذهب في المستقبل إلى القصة القصيرة جداً.