قالت الكاتبة والقاصة الدكتورة كوثر القاضي، إن الحديث عن القصة القصيرة يستوجب الحديث عن المصطلح وتعريفه، ونظرياتها، مما يضع العديد من الإشكاليات تجاه نظرية القصة القصيرة وفلسفة مفاهيمها، مشيرة إلى أن الموقف من التراث القصصي يأتي قي مقدمة هذه الإشكاليات، إلى جانب ما يتبع ذلك عن تاريخ القصة القصيرة في أدبنا العربي، مستعرضة عددا من روافد القصة العربية، إضافة إلى امتداد هذا الفن عبر الأصول التراثية للقصة القصيرة في الأدب العربي، والقص الفكاهي، والقص الشفاهي.. وصولا إلى المقامات كبذور سردية قصصية في أدبياتنا العربية، وصولا إلى القصة المترجمة، وولوجها إلى أدبنا العربي الحديث. من جانب آخر ذكرت القاضي جملة من الخطوات الأولى للقصة القصيرة السعودية، إلى جانب العديد من النماذج لمقالات قصصية، وما تبعها من نصوص في هذا الفن، الذي يتداخل مع الرواية بشكل كبير، باستثناء طول النص عند بعض النقاد، إلى جانب ما يمكن أن يتحقق لهما من تساوي الوحدة. مختتمة حديثها بما وصفته الوعي بكتابة القصة في مشهدنا المحلي، وما فقده هذا الفن بعد ذلك من خصائص فنية، واختلاط بالأنماط الأدبية نتيجة انصهار بين القصة القصيرة والرواية القصيرة، وزيادة الخلط في مصطلحاته الفنية بدء بالتعريف ومنه إلى البناء والشخوص والمكان والزمان.. مقارنة بين القصة عند جيل ونقاد الستينيات والسبعينيات، والثمانينيات.. جاء ذلك خلال الورقة التي قدمتها القاضي بعنوان (مقدمة في القصة وتداخل الأجناس الأدبية)، وقدمها سعيد الأحمد، يوم أمس الاول، ضمن أمسيات الأسبوع السردي التي يقيمه نادي الرياض الأدبي الثقافي. من جانب آخر وصف الدكتور محمد بن رشيد ثابت، بأن فن القصة لا يزال يستحق الكثير من الدراسات النقدية التي من شأنها أن تكشف عن حقائق تلك الإشكالات ذات العلاقات الأدبية وتداخلاتها، عبر منظومة من الأجناس والأنواع دائمة التحول بوصفها أجناساً أدبية من جانب، وسردية من جانب آخر كنوع له العديد من مفاهيمه الخاصة به. وأشار ثابت إلى أن الانشغال بهذا الفن تضاعف حديثا، بعد أن كان بعيدا عن اهتمام العرب القدامى المشغولين بالشعر، بوصفه ديوانهم.. مستعرضا الخطاب السردي وتداخل أجناسه، إضافة إلى تعدد أشكال القصة في العصر الحديث التي خرجت معها إلى الرواية والمسرح وغيرهما، من القص الواقعي الأسطوري وما يشاكل هذا اللون في أدبنا الحديث من نصوص قصصية مشابهة، مستعرضا عددا من النماذج القصصية في المشهد العربي الذي يستوحي قصة تمتد في فضائها رواية تتداخل بفن القصة، وما صاحب هذه النماذج من غياب التصنيف عن هذا اللون من النماذج، التي اتخذت إيحاءات مختلفة من سارد إلى آخر، وخاصة في ظل الانفتاح على الكتابة لدى الآخر الغربي، وما اتخذته تلك النصوص من الكتابة عبر نوعين كما يسميها بعض سارديها، مما جعلها تخرج في شكل كتابة مخصوصة عطفا على سماتها المختلفة، التي أظهرت الكتابة النصية، وكتابة التجريب وغيرها من الممارسات السردية.