تئنّ محافظة بيش وقراها تحت وطأة مخالفي نظام الإقامة، وتفشّي مروّجي المخدرات، والقات، خاصة من العصابات الإفريقية والآسيوية، التي بدأت تفرض سيطرتها بمساعدة بعض المواطنين، في حين تتشكل العصابات تحت جنح الظلام لتنفث سمومها من أجل اصطياد شباب المحافظة، في الوقت الذي بادر فيه مشايخ بيش وأعيانها إلى طرق أبواب مسؤولي جازان طالبين الغوث من الإمارة والمحافظة ورجال الأمن لتخليصهم من عصابات المخدرات التي تفشت في المحافظة ومراكزها وقراها بشكل كبير، دون الشعور بأي متابعة أو خطر من الجهات الرسمية والأمنية. يقول المواطن منصور أبوهادي، إنه منذ الخمس أو الست سنوات الماضية بدأ انتشار المخدرات في بيش بشكل كبير، وبدأت شريحة كبيرة من الشباب في تعاطي المخدرات علناً، فقمنا بكتابة خطاب إلى محافظ بيش لرفعه إلى أمير المنطقة، نشكو فيه معاناة المحافظة من انتشار المخدرات، ووقّع عليه عدد من الأهالي والمشايخ يتقدمهم القضاة وشيوخ الشمل والأعيان، وبعد عام من إرسال الخطاب الأول اتجهنا إلى مدير إدارة مكافحة المخدرات في جازان ووعدنا بفتح وحدة لمكافحة المخدرات في المحافظة، بشرط أن يقوم الأهالي بتأمين الموقع وعلى حسابهم، وقد قام الأهالي بذلك، حيث تم تأمين موقع للوحدة، إلا أننا تفاجأنا بعد أن تمت الموافقة برفض فتح وحدة للمخدرات في المحافظة دون ذكر أي أسباب، وفي الوقت الذي تم فيه الرفض لحاجة المحافظة التامة لوجود المقر، أصبح انتشار السموم المخدرة سريعاً ومخيفاً بين شباب المحافظة. وأضاف عيسى زين الدين أن قضية المخدرات تعدّ معروفة على مستوى العالم، وبالذات في المملكة، لأنها دولة مستهدفة، إلا أن الهجوم أصبح شرساً، ولا يوجد تكافؤ ما بين المحاربين والمدافعين، لأنها أصبحت مع الأسف معركة تتم ضد الوطن بمشاركة بعض الشباب السعودي، أما من ناحية محاربتها، فوحدة المخدرات أصبحت عاجزة تماماً عن مكافحة المخدرات، لأن فريق العمل الذي يقوم بالمكافحة لا يتناسب مع حجم الهجوم الذي تشهده المنطقة والمحافظة بشكل خاص، لأنها منطقة ساحلية يتم فيها تهريب المخدرات عن طريق البحر والجبل بكميات كبيرة، حتى أن هناك أياديَ مساعدة في إيصاله إلى المحافظة، بحيث أصبحت المخدرات بجميع أنواعها متوفرة في بيش وبكميات كبيرة، حيث إنه كان في السابق تتم عملية البيع في الطرقات والممرات، وأما الآن فيقوم المروّج ببيعه في المنزل علناً دون وجود الرقابة الأمنية الكافية. ويضيف زين الدين أن هناك نسبة كبيرة من النساء أصبحت مع الأسف تتعاطى المخدرات في بيش، مشيراً إلى أن أكبر منفذ موجود لتهريب المخدرات هو طريق بن جارالله الساحلي، فهو ثغرة أمنية قوية يتم من خلالها التهريب يومياً، حيث يصعب القبض على المهربين، ونحن نطالب بسرعة افتتاح وحدة لمكافحة المخدرات في المحافظة لتقوم بخدمة المحافظة وقراها والقضاء على هذه الآفة الخطيرة. من جهته، ذكر المواطن إبراهيم عكيري أن هناك جهوداً يقوم بها الأهالي في مكافحة المخدرات، لكن جميع تلك الجهود غير كافية للقضاء على المروّجين، فنحن تواصلنا عدة مرات مع وحدة المخدرات في الدرب التابعة لها بيش وقراها، حيث ذكروا لنا أن قلة الأعضاء وكثافة العمل تجعلنا غير قادرين على القيام بالمكافحة. مشيراً إلى أنه في ظل الانتشار الكبير لترويج المخدرات فنحن نحتاج إلى جهود واسعة وإلى تعاون وبذل الجهد من وحدة المخدرات في الدرب، ونحن مستعدون للوقوف معهم في كشف مثل هؤلاء المفسدين. وقامت «الشرق» بزيارة لأهالي قرية مسلية التي تعاني هي الأخرى من انتشار المروّجين فيها، حيث التقت بشيخ القرية إسماعيل غريب، الذي ذكر أن مسلية تعاني جداً من مشكلة المخدرات وترويجها منذ فترة طويلة، بحيث إن الجهود التي تبذلها الجهات الأمنية لا تبدو كافية في القبض على مثل هؤلاء المروّجين، لأن عددهم يزداد يوماً بعد يوم، مشيراً إلى أن القرية ينتشر فيها عديد من المروّجين الذين أغلبهم من الشباب المغرر بهم، بحيث إن الجهات الأمنية تقوم بالقبض على بعض المروّجين في القرية، إلا أنه ومع الأسف لا يمضي الشهر إلا ويطلق سراحه دون عقوبة أو جزاء، ونحن نناشد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، للتدخل السريع في تطهير القرية من أمثال هؤلاء المفسدين. العقيد عوض القحطاني وفي اتصال مع الناطق الإعلامي لشرطة جازان العقيد عوض القحطاني، أكد أن جميع المعلومات التي ذكرها بعض المواطنين بخصوص انتشار بعض المروّجين في المحافظة وقراها وبيع المخدرات علناً، غير صحيحة، ومغلوطة، مشيراً إلى أن ما تقوم به شرطة بيش من جهود في مكافحة المخدرات يجعلها من أكفأ الأقسام في العمل الأمني لمكافحة المخدرات، وغيرها من القضايا. وعن الخطابات الموجّهة من قِبل الأهالي إلى أمير المنطقة وشرطة بيش، قال إنه يجب على الأهالي إذا كانت لديهم شكوى أو معاناة من انتشار المخدرات التوجّه فوراً إلى مدير شرطة جازان شخصياً ليقوم باتخاذ اللازم تجاه الموضوع. المحافظ خالد القصيبي وفي اتصال ل»الشرق»، أوضح محافظ بيش خالد القصيبي، أن هناك حملات أمنية متكررة تقوم بها الجهات الأمنية لمكافحة المهربين والمروّجين في المحافظة وجميع قراها، مشيراً إلى أنه ينبغي على الأهالي الوقوف يداً واحدة في محاربة هذه الآفة وتطهير المحافظة منها، وممن يروّجها، وأوضح ل»الشرق» أنه ستصدر الموافقة قريباً لإنشاء وحدة لمكافحة المخدرات في المحافظة، وأنه تم تجهيز الموقع بانتظار البدء في عمليات الإنشاء، ومن ثم تبدأ الجهات الأمنية في عملها على أكمل وجه.