عرضت وزارة الثقافة والإعلام، ضمن ملتقى المثقفين الثاني المنتهي يوم الخميس الماضي، الفيلم السعودي “ظلال الصمت” للمخرج عبدالله المحيسن، ولأول مرة في المملكة. الفيلم لم يكن ضمن البرنامج المكتوب، وأعلن عن عرضه في صالة مركز الملك فهد الثقافي، بعد حفل الغذاء الذي أعده وزير الثقافة والإعلام للمثقفين المدعوين للمهرجان وبأن عرض الفيلم سيكون الساعة الرابعة عصراً، ففرح بعض الحضور بذلك، بينما فات علي آخرين حضور العرض، علماً بأن المحيسن شارك في إحدى جلسات المؤتمر ليوم الخميس في ورقة قدم فيها مجموعة من التوصيات، أهمها ما ذكر في توصيات الملتقى (التأكيد على إنشاء أكاديمية الفنون الوارد ذكرها في الخطة الخمسية السادسة، وما يتبعها من معاهد فنية للفنون المسرحية والسينما والتصوير الضوئي والفنون التشكيلية والأدائية والشعبية والنحت والتطريز والخط العربي). المخرج عبدالله المحيسن أعرب عن ارتياحه لردود الفعل التي صاحبت عرض الفيلم، مؤكداً بأن “ظلال الصمت” بداية لإقرار السينما ضمن الرؤية التثقيفية والتعليمية للمواطن، فالسينما الهادفة هي السينما الحقيقية التي تحرك الشعوب باتجاه ثقافة الحوار، وتقبل الآخر. وعلى هامش عرض الفيلم، التقت “الشرق” بالمستشار الإعلامي في السفارة المصرية نبيل بكر محمد، الذي أبدى سعادته لحضور العرض الأول للفيلم السعودي “ظلال الصمت”، ووصفه بفيلم المهرجانات، وأنه يستحق المشاركة في “مهرجان كان”. وأشار إلى أن المخرج استخدم أدواته بشكل رائع، حيث يملك لغة سينمائية حرفية عالية جداً، مشيراً إلى أن الفيلم يعبر وبدقة عما واجهه العالم العربي في بداية الألفية من احتلالات وثورات، وعبر الفيلم عن ذلك بحساسية عالية، ورأى أنه بداية جيدة لمؤشر السينما السعودية. وعبَّر حسين عبدالقادر الغامدي من نادي الباحة الأدبي عن إعجابه بالفيلم، واصفاً إياه بالوثائقي، والرمزي، ويحتوي على إسقاطات جميلة، ويطرح قضية جادة ذات أبعاد متشابكة تاريخية وثقافية، مبدياً إعجابه بكل مكونات الفيلم، من ديكور وموسيقى وإضاءة وإخراج، وسعادته بهذا العمل السعودي الذي يقدم بهذه الطريقة المميزة بعيداً عن الإسفاف والابتذال، وتمنى أن يكون خطوة أولى لما يلي من خطوات. ورأى الغامدي، المتخصص باللغة العربية، أن الفصحى كانت جيدة في الفيلم، معتبراً أن استخدامها ليس عائقاً، فالكل يفهمها، حيث كانت مبسطة وبعيدة عن التعقيد. وقالت الكاتبة الصحفية ثريا زكريا بيلا إن الفيلم كان رائعاً من ناحية القصة والسيناريو والإخراج، موضحة أن موضوع الفيلم حمل مغزى سياسياً، وتمنت أن يكون الفيلم نواة لسينما محلية. ورأت أن اللغة العربية وظفت في الفيلم بشكل رائع ومبسط، رغم أن بعضهم يفضل أن تكون الأفلام باللغة المحلية، لكي تمس الشارع المحلي أكثر، لكن الفيلم يتحدث عن واقع عربي، ولذلك كان اختيار الفصحى أمراً موفقاً. لحظة عناق بين وزير الثقافة وعبدالله المحيسن