قرأت بالأمس القريب تصريحاً في إحدى صحفنا المحلية لرئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد محمد الشريف، الذي أفصح عن طلبه ملف الدراسة التي استند إليها منتدى الرياض الاقتصادي مؤخراً، التي تفيد بأن (68%) من المستثمرين (السعوديين أو الأجانب) يلجأون إلى تقديم (الرشوة) لتسيير أمور أعمالهم بالحصول على المشروعات (جلها). وأكد رئيس الشريف في تصريحه أن الهيئة تتحقق من الموضوع وتبحثه من جميع الجوانب لمعرفة (موطن الفساد) و(الخلل) الذي تحدثت عنه الدراسة المذكورة، حتى تستطيع الهيئة أن تؤدي دورها كاملاً وعلى الوجه المطلوب. وفي نفس السياق، أوضح معاليه تأدية حوالى (أربعين) موظفاً من الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد القسم الوظيفي أمامه في مقر الهيئة، وقال: «إنه توجد لائحة يجرى إعدادها في المراحل الأخيرة، تلزم بعض موظفي الدولة تقديم إقرار (بالذمة المالية)، وتستهدف العاملين في الشؤون المالية في المؤسسات الحكومية والوزارات والوزراء الذين (لن) تستثنيهم اللائحة، مشيراً إلى أن الخطوة المقبلة هي (إنذار للفاسدين) وكشفهم وإعلان قضايا الفساد.وشدد رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد على أهمية الدور الملقى على عاتق الهيئة بعد صدور (ميزانية) الدولة الأخيرة، موضحاً أن الهيئة تتحمل أعباء متابعة المشروعات الحكومية والتحري عنها وكشف أوجه الفساد فيها، واتخاذ ما يلزم في هذا الخصوص، ممتدحاً معاليه نتائج الميزانية وما تقدمه من كم هائل من الدعم الذي يغطي جميع جوانب التنمية. وقد سعدت وغيري من المواطنين ممن اطلع على تصريحات معالي رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، بتحمسه وإصراره الشديد على محاربة الفساد والفاسدين، لمعرفتنا الأكيدة بنزاهته ومحاربته لكل أنواع الفساد، منذ كان محللاً وكاتباً في صحيفة الاقتصادية، وقد أجاب معاليه عن العديد من التساؤلات التي تدور في مجالسنا وبيوتنا ومكاتبنا وشركاتنا وجامعاتنا ومستشفياتنا، بل في كل بقعة على أرضنا الطيبة، إلا أن هناك سؤالاً مازلنا نطرحه على أنفسنا وعلى غيرنا، واليوم نطرحه على معالي رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وبقية موظفي الهيئة الذين أقسموا (القسم الوظيفي) أمام معاليه. وسؤالنا بسيط ولكنه مهم للجميع، ألا وهو: هل بالفعل الهيئة قادرة على معاقبة (الهوامير الكبار)؟، وهل بالفعل قادرة على كشفهم وإعلان قضايا فسادهم كما صرح معاليه؟ أنا شخصياً ليس لديّ أدنى شك في مصداقية وشفافية معالي رئيس الهيئة، وأعرف أنه (عازم) و(حازم) على كشف الفساد والفاسدين، مهما كلفه الأمر، خاصة أن مرجعه في كل قراراته هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله)، وهو الذي أعطاه الصلاحية أن (لا يستثني) أحداً من الفاسدين صغاراً أو كباراً. الأيام أمامنا، وستكشف لنا أشياء وأشياء عن عزيمة ومقدرة رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وبالتوفيق للجميع!