لايزال الرئيس المصري حسني مبارك هو السبب الرئيس في كافة الكوارث والحوادث البشرية التي تتعرض لها مصر بحسب الموالين للرئيس المصري محمد مرسي الذي تولى الحكم في يونيو الماضي، ويقول أنصار مرسي إنه غير مسؤول عما يحدث من كوارث، رغم أن مرسي نفسه وأثناء كونه برلمانيا اتهم الحكومة بالمسؤولية عن حادث قطار وقع في منطقة العياط في عام 2002. وخلال ستة أشهر شهدت مصر حادثتين مفجعتين للقطارات، الأولى في أسيوط (جنوب البلاد) وقتل فيها 52 طفلا أثناء ذهابهم لمدارسهم في نوفمبر الماضي. والثانية قبل يومين وقتل فيها 19 قتيلا في البدرشين. وانهار صباح الأربعاء عقار في محافظة الإسكندرية ما قتل 24 شخصا، لكن مسؤولين بالجهاز التنفيذي للدولة دافعوا عن الحكومة بقولهم إن «العقار تم بناؤه دون ترخيص». وقالت صحيفة الحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، الأربعاء تعليقا على حادث البدرشين «جريمة إهمال عمرها 30 سنة»، في إشارة إلى فساد عصر مبارك. وكان مرسي قال خلال كلمة له في مجلس الشعب المصري عام 2002 تعليقا على حادث قطار العياط الذي قتل فيه حرقا نحو 300 مصري «لا يوجد كبير على الحساب، والمسؤولية يجب أن تطال الوزير المختص ورئيس مجلس الوزراء». لكن مرسي «الرئيس» لم يُقِل رئيس وزرائه هشام قنديل الذي حدثت في عهده الحادثتين. اللافت، أن قيادياً شاباً في جماعة الإخوان المسلمين ألمح على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي لمسؤولية «جبهة الإنقاذ الوطني» المعارضة في وقوع حادث البدرشين، وأبدى القيادي الشاب اندهاشه من سرعة تغطية قناة «أون تي في» للحادث. وقال أيمن حسيني، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين ل «الشرق»: إن «فساد نظام مبارك خلال 30 عاما كان في كل أركان الدولة، وهذا الفساد يصعب اقتلاعه، ونحن خلال الثورة قطعنا رأسه ولكن مازالت جذوره متغلغلة في كل المؤسسات». وتثير الحوادث الأخيرة أسئلة حول المسؤولية السياسية والقانونية للحادث. ويعتقد الحقوقي شريف علاء أن نظام مرسي يتحمل المسؤولية لأن وضع مصر كان واضحا للجميع قبيل الترشح لانتخابات الرئاسة قبل شهور، وقال علاء ل «الشرق»: «الجميع يعلم حجم التردي الموجود في مصر.. ولو الإخوان لا يدركونه فهذه مشكلتهم»، وتابع علاء «الإخوان في يدهم الرئاسة والحكومة والتشريع والدستور.. ولا أحد غيرهم يمكنه فعل أي شيء». وأضاف علاء «لا توجد شفافية أو مصارحة.. كما أن الإخوان لم يتخذوا أي خطوات تعبر عن وجود إرادة سياسية حقيقية لتطوير البلد». ووعد الرئيس المصري أنصاره خلال الانتخابات بتطوير المرافق العامة ومستوى المعيشة وحل مشكلات المرور والنقل في برنامجه الانتخابي «مشروع النهضة»، لكن على الأرض لم يتغير شيء على الإطلاق؛ حيث بقيت الدماء تسيل والمرافق تسوء. وقالت الدكتور مي مجيب، الأستاذ المساعد في كلية الاقتصاد في جامعة القاهرة، «إرجاع الأمر لمبارك سياسيا منطقي لأنه جرف الحياة السياسية تماما»، لكنها أضافت ل «الشرق»: «الإخوان أيضا غير مؤهلين للحكم»، وتعتقد مجيب أن «نظام مرسي يسير على نهج مبارك؛ لأنه لم يقدم أي شيء ويريد من المواطنين الطاعة». وأرجعت مجيب كافة المشكلات التي عانتها مصر لنظام مبارك بقولها «مبارك سبب في زيادة معدلات الفقر وانهيار البنية التحتية، وغياب المعارضة الحقيقية وضعف الأحزاب»، لكنها اختتمت قائلة «نظام مبارك كان أكثر فشلا في النجاح بينما نظام مرسى أكثر نجاحا في الفشل».