في حادث أعاد للأذهان، كارثة قطار أسيوط، الذي أودى بحياة أكثر من 50 طفلاً، قبل شهرين، استقال على إثره وزير النقل، نامت مصر الليلة قبل الماضية، على حادث قطار مروّع، قتل فيه وأصيب قرابة 140 شخصاً، غالبيتهم من جنود الأمن المركزي. وأصدرت وزارة النقل المصرية صباح الثلاثاء بيانًا حصلت (اليوم) على نسخة منه قالت فيه: إنه عند منتصف ليل، الاثنين/ الثلاثاء، وأثناء مسير قطار يحمل مجندين من الأمن المركزي من أسيوط إلى القاهرة بحوش محطة البدرشين خط القاهرة– السد العالي سقطت العربة الأخيرة من القطار المكون من 12 عربة، واصطدمت بقطار البضائع الواقف على سكة المخزن المجاور، ونتج عن الحادث حتى توقيت اعداد هذا البيان عدد 19 متوفى وعدد 120 مصابًا. وقالت الوزارة إنه «سيتم تشكيل لجنة لتحديد أسباب الحادث وتحويل المسئولين للتحقيق» ساد السخط الشارع المصري، الذي اعتقد أن الحكومة الجديدة ستكون أفضل حالاً، لكن بدت قناعة رجل الشارع، أن لا جديد سوى مزيد من الإهمال والاستهتار. وأن لا أثر لوعود الإصلاح الحكومية التي تتكرر مع كل كارثة. ونفت القوات المسلحة، ان يكون القطار «حربياً» مؤكدة أنه قطار عادي تابع لوزارة النقل، وكل ما في الأمر أن غالبيته من جنود الأمن المركزي. فيما تفقد رئيس الوزراء المصري، موقع الحادث، في زيارة لبضع دقائق، مشيراً إلى إعانات عاجلة لأسر الضحايا والمصابين، تعرض لهجوم لاذع، خلال حديثه مع بعض المسؤولين، إذ احتشد عدد من النشطاء السياسيين حوله، وقال أحدهم «ذنب ال 50 طفل بتوع أسيوط في رقبتك، وأكيد أنت مش هتنام مرتاح»، وتعددت التعليقات، ليسرع الحرس الخاص ب»قنديل» لتأمين خروجه سريعا سخط وغضب وبينما أمرت السلطات باستدعاء سائق القطار وعامل المزلقان للتحقيق كما في كل مرة صرح النائب العام المستشار طلعت عبدالله، بدفن جثث ضحايا حادث قطار البدرشين، بعد توقيع الكشف الطبى عليها، كما أمر بالتحفظ على دفتر يوميات القطارات لتبين وجود بلاغات قبل الحادث من عدمه. مهاجمة رئيس الوزراء وفيما تفقد رئيس الوزراء المصري، موقع الحادث، في زيارة لبضع دقائق، مشيراً إلى إعانات عاجلة لأسر الضحايا والمصابين، تعرض لهجوم لاذع، خلال حديثه مع بعض المسؤولين، إذ احتشد عدد من النشطاء السياسيين حوله، وقال أحدهم «ذنب ال 50 طفل بتوع أسيوط في رقبتك، وأكيد أنت مش هتنام مرتاح»، وتعددت التعليقات، ليسرع الحرس الخاص ب»قنديل» لتأمين خروجه سريعا. تجاهل إعلامي أما إعلامياً، فقد خرجت صحف الصباح المصرية، خاصة الرسمية منها، دون أي خبر عن الحادث.. ما ادى لتزايد الغضب، خاصة وأن القنوات الخاصة تابعت الحادث على الهواء مباشرة. وبينما لم يتمالك أحد المذيعين، نفسه وهو ينقل الحدث، لينخرط في نوبة بكاء شديدة، كان التليفزيون الرسمي، غائباً، واكتفت بعض قنواته بالاستمرار في إذاعة فيلم كوميدي شهير لإسماعيل ياسين، أما القناة الأولى فاكتفت بسرد أهم الأحداث المصرية والعالمية في نشرة أحداث 24 ساعة، مع عدم الوقوف كثيرا على خبر الكارثة. ردود مختلفة وامتد التجاهل، ليكتب الداعية صفوت حجازي، المحسوب على مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين، تغريدة يعتبر فيها ان حادث «قطار البدرشين لا يستحق الاهتمام» ويضيف على تويتر مهاجماً منتقدي الرئيس والحكومة، أن «إنجازات مرسي أكبر من هذا الكلام»! فيما اكتفى نائب رئيس حزب الحرية والعدالة عصام العريان بتقديم تعازيه لأسر المتوفين. أما الدكتور محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور، فاعتبر في تغريدة له على تويتر أن «مأساة مصر ليست فى انتماء من يحكم، وإنما فى غياب القدرة على إدارة البلاد.. مفاصل الدولة تتآكل، والفشل يزداد، والشعب هو الضحية. مصر تركع كل يوم». مظاهرات ومسيرات وامتد السخط، ليشعل نشطاء آخرون الساحة، بدعوتهم للتظاهر في المحطة الرئيسية والمعروفة تاريخيا ب»محطة مصر» تحت شعار «دمنا مش رخيص»، وقطع خطوط السكك الحديدية وإيقاف حركة القطارات احتجاجا على حادث قطار البدرشين، الذي وقع بعد مرور أقل من شهرين على حادثة قطار أسيوط. وانطلقت مسيرة احتجاجية بعد ظهر أمس، من ميدان التحرير إلى محطة مصر لوقف حركة القطارات، بالتزامن مع قيام نشطاء سياسيين بالإسكندرية بوقف حركة القطارات المتجهة إلى القاهرة. «السوّاق.. فين؟» من جهته، كشف أحد جنود القطار «المنكوب»، أن القطار منذ أن وصل المنيا وهو معطل وتم استدعاء أحد مهندسي الصيانة الذي أكد ضرورة عدم تحركه، لكن سائق القطار رفض أن يستمع إليه وتحرك به، واستطرد قائلا: «بعد الحادثة محدش شاف السواق راح فين». وساد سخط كبير، بين الجنود الناجين من الحادث، وهتف بعضهم ضد قيادات الأمن بعدما أرسلت إليهم أوامر للترحيل، قائلين: «نترحل فين مش لما نشوف حق اللي ماتوا دول». كما احتشد الجنود في صفوف وأطلقوا هتافات ضد المرشد، قائلين: «يسقط يسقط حكم المرشد.. أيوة بنهتف ضد المرشد».