على مدى نحو سبعة أشهر، هي فترة حكم الرئيس المصري محمد مرسي، منذ 30 يونيو 2011، شهدت مصر أربع كوارث كبرى كانت السكك الحديدية بطلها الأول، فيما كان آخرها حادث قطار البدرشين فجر أمس. وقتل 19 شخصا وأصيب ما لا يقل عن 107 آخرين، لدى خروج قطار ينقل مجندين في الجيش المصري عن سكته، في مدينة البدرشين بضاحية الجيزة على ما أعلنت وزارة الصحة المصرية أمس. وزار الرئيس مرسي بعضا من مصابي الحادث، فيما هرع رئيس الوزراء هشام قنديل إلى موقع الحادث. والغريب في الأمر أن البدرشين كانت مسرحا لاثنين من تلك الحوادث، حيث شهدت في 17 يوليو الماضي اصطدام قطارين بمحطة البدرشين، أسفر عن إصابة 15 مواطنا. ثم كان حادث قطار الفيوم في نوفمبر الماضي إثر اصطدام قطارين أسفر عن مصرع 3 أشخاص. وتحولت حادثة قطار البدرشين إلى جزء من التنافس السياسي، ففي الوقت الذي نفى فيه الدكتور علي عبدالرحمن محافظ الجيزة مسؤوليته عن حادثة القطار، مؤكدا أن الخطوط التي تربط بين المحافظات ولايتها تابعة للسكك الحديدية، فقد شن الدكتور محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور والمنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطني هجوما عنيفا على نظام جماعة الإخوان المسلمين بعد ساعات من كارثة القطار. وقال إن "مأساة مصر ليست في انتماء من يحكم، إنما في غياب القدرة على إدارة البلاد، مفاصل الدولة تتآكل والفشل يزداد، والشعب هو الضحية، مصر تركع كل يوم". بدورها أعلنت حركة 6 أبريل أن سائق قطار البدرشين، الذي كان ينقل عددا كبيرا من الشباب المجندين إلى القاهرة، أصر على التحرك رغم تحذيرات الفنيين الذين أخبروه بوجود عطل فني بالعربتين الأخيرتين للقطار. وقال خالد علي، المرشح الرئاسي السابق، إن "إصلاح السكك الحديدية سيحتاج إلى كمّ من الشهداء والمصابين قبل أن يشرع نظام الحكم في إصلاح وتطوير مرفق السكة الحديد".