يُروى عن أبي حنيفة أنه كان يتعرض للنقد من جارٍ له، ثم اختفى فبحث عنه حتى وجده، وقال: لقد كنت مَن يؤنسني ويُرشدني فأراجع أقوالي وتصرفاتي. وحين أجد عشرات التعليقات على عمود ومقالة أستأنس بها، وهو ما يحصل معي بين دعشوش وأبو تميم والقونوي وجمانة ورامي والقرني ومسفر والتويجري وعشرات آخرين. وحين لا أجد تعليقاً أقول: لعلها مقالة ليس فيها روح. إنني أقرأ التعليقات بعمق، فأتعرف على الخلفية الثقافية التي يحملون. وأين وصلوا في ماراثون العلم؟ وماذا يستفيدون مما أكتب؟ وهل يستفيدون فعلاً؟ وهل يرجعون إلى الكتب التي أذكر والمراجع التي أُورد والمصادر العلمية التي أؤكد؟. ما لفت نظري ما كتبته الفاضلة «جمانة» عن مقاربة بين أمريكا والنظام الأسدي، وأن المجرمين يُعرفَون بسيماهم فيؤخَذون بالنَّواصي والأقدام. نعم، استخدمت أمريكا السلاح النووي، ولكنها خلف الإنترنت والطيران واختراق الفضاء والأقمار الصناعية، جنباً إلى جنب مع الإباحية وإبادة الهنود الحمر وضرب نيكارجوا وقنبلة هيروشيما. أريد أن أقول: إن الأسد سوف يخلد نفسه بأنه «نيرون سوريا»، وأنه الأحمق المأفون، ليس له أي ميزة في الحكم سوى أن والده استولت عليه غريزة الأبوة، فقال «هَل أدلُّكَ على شَجَرةِ الخُلدِ ومُلكٍ لا يَبلَى»، فأكل منها فبدت له سوأته، وهو الآن يمشي نحو النهاية المحتومة. وكلاً أخذنا بذنبِه. القانون القرآني ينص على أن ما ينفع الناس يمكث في الأرض وأن الزَّبَد يذهب جُفاءً، وكذلك يضرب اللهُ الأمثالَ.