تشهد أسواق عرعر خلال هذه الأيام انتشار نبات الفقع أو ما يسمى ب «الكمأة»، ورغم ارتفاع أسعاره إلا أنه يلقى إقبالاً كبيراً من المواطنين على شرائه. وقال سعد الحمود – أحد بائعي الفقع – إنه يحضر الفقع من الرياض عن طريق أحد أصدقائه الذي يستورده من قطر، وأنواعه إما جزائرياً أو مغربياً، مبيناً أن متوسط قيمة الكيلو الواحد تبلغ 200 ريال تقريباً. أما عويد العنزي، فذكر أنه حضر لشراء الفقع، مضيفاً أن الكثيرين يفضلون الذي ينبت في المنطقة على المستورد لتميزه بالنكهة والرائحة الزكية، وأضاف «الكثيرون يفضلون الفقع على اللحوم، إلا أنه لم ينبت في المنطقة بشكل يذكر منذ خمس سنوات». وأشار إلى أن المواطنين يتجنبون شراء الأنواع التي تكون مجمدة في الثلاجات، لرداءة طعمها. أما منصور سليمان، فأكد حرصه على الذهاب بنفسه لالتقاط الفقع في أماكن ظهوره لما يجده من متعة أثناء البحث عنه رغم المشقة والعناء، معتبراً ذلك بأنه هواية يشاطره الكثيرون فيها لما يتميز به الفقع الذي ينبت في المنطقة من مذاق طيب. وأوضح أن الفقع ثلاثة أنواع، هي: الزبيدي ذو اللون الأبيض وهو الأفضل، والكمأ ولونه أحمر مائل للسواد، والخلاص الذي يكون غالبه مشبعاً بالتربة. وأضاف أن الفقع يظهر في منطقة الحدود الشمالية في عدة أماكن منها القرية، والطيري، وحرة الحرة التي تشهد إقبالاً لافتاً من سكان كل مناطق المملكة وبعض دول الخليج في موسم ظهوره. من جهته، أوضح عميد كلية الطب بجامعة الحدود الشمالية البروفيسور إبراهيم الزهراني، أن الفقع نوع من الفطر ينبت في الصحراء وغني بالبروتين النباتي ويحتوي على نسبة كبيرة من الماء تصل إلى أكثر من 70%، إضافة إلى احتوائه على الفيتامينات والمعادن والسكاكر والدهون. وقال إن نبتة الْكَمْأَة يستفاد منها في علاج أمراض العين، كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم « الْكَمْأَة مِنَ الْمَنِّ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ »، إضافة إلى استعمالات طبية أخرى أهمها ما أثبتته الدراسات التي أجريت على المرضى المصابين بالتراخوما، كما أنه مقوٍ للأظافر، ويستخدم في علاج الحروق، ويحتوي كذلك على مضادات الأكسدة التي تقاوم الشوارد الحرة وتمنع خطورتها في إتلاف غشاء خلايا أنسجة الجسم.