صباحكِ أبهى صباح يا فرح الروحِ يا قبلة الانشراح يا نجمة الصبحِ يا من تباهِي بعينيكِ كلُّ الملائكِ تسكب في مقلتيكِ تسابيحَ خلق الإلهِ الذي صاغ في ناظريكِ لحاظاً .. تَفطَّرُ من سحرها قلوبُ جميع ظباءِ البطاحْ ذاك صباحكِ سيدتي نجمة الاصطباح صباحكِ زنبقة الفجر يطغى شذاها يختالُ فوق جميعِ الأزاهير يخبرها كيف كانت بداية خلق الشذى يقول لها هكذا صاغ ربي العبيرْ فقبل جميع الأساطير كانت جميع الزهورِ نجوماً بقلب السما لا يعتريها الذبولُ ولا غائلاتُ الظما يعبّقُ قلب السما عطرُها ولكنها حينما طغى سحرُها تذمّرتِ الشمسُ منها إذِ الشمس أمُ جميع النجوم ولا ينبغي للنجيماتِ أن تستبي نورها وتلظّتْ وطافتْ تخومَ السديم لتلقي عليهنَّ لعناتِ من نارها تُقصِّف منهنَّ غضَّ الخصور ولم يبقَ إلا البذور.. التي تهاوتْ إلى الأرض تغمر كلَّ الروابي وكلَّ السهولْ ببقايا عبيرْ وبقايا بذور ستصبحُ يوماً زهوراً من الحبِّ في أرضنا الأم سيّدةِ الأوفياءْ ألم نكُ نعلمُ من قبل هذا بأنه «في البدءِ» كان العبيرْ؟ وعطاء الزهورْ ولم نكُ نعلمُ أن الهوى بذرةٌ تهاوتْ من الملكوتِ وآلتْ على نفسها بألا تموتْ؟ كذاك صباحكِ ملهمتي وسيدةَ الاصطباح يبذّرُ حباً بقلبِ الضياءْ فيغدو لنا الكونُ أرجوحةً … نتأرجح في تيهها متى ما أردنا وكيف نشاء.