يا بناتي (*)

يا بناتي ونورَ هاذي الحياةِ
كيف أحيا؟ مماتكُنّ مماتي
أين منّي وُجوهُكنَّ بدورًا
وثغورٌ، مازلنَ لي باسماتِ
ضَاقَتْ الأرضُ حيَن صِرتُّنَّ ذكرى
كيف أُغْرِي الدموعَ بالذِكرياتِ
كيف تمضي السنينُ وهْي كتابٌ
مُكفّهِرٌ، مُضرّجُ الصَفَحاتِ
كَمْ حَلِمْنا بعُرسِكُنَّ نُغَنّيِ
والأهازيجُ تملأُ الساحاتِ
أو حَلُمنا بَثْوبِ عُرسٍ جميلٍ
أبيضِ اللّونِ ناطقٍ بالحياةِ
ما عَهْدِنا أنَّ العرائِسَ زُفَّتْ
ببقايا الرَّمادِ متّشحاتِ
قُلْ لتلك اللّظى أثِمْتِ وربّي
إذَ فتْكتِ الغدَاة بالطّاهراتِ
إنْ نظرنا ليمنةٍ لاحَ طيفٌ
للَّواتي شُغِفنَ بالصلواتِ
أو نَظَرْنا لِيسرةٍ تتبدّى
داراساتٌ، بهمّةٍ وأناةِ
ها هنا دَفترٌ، لهُنَّ وهذا
قَلَمٌ سال حبرُهُ عَبَراتِ
والعباءاتُ خِلُتُهُن ثكالى
نائحاتٍ مِنْ بَعْدِ فَقْدِ البناتِ
والمراييلُ زالَ منها بريقٌ
حين باحَتْ بالحُزْنِ والزَفَراتِ
***
هذهِ الدارُ قد خَلَتْ من زهورٍ
بعبيرٍ، وبالشذَى فائِحاتِ
سَكَنَ الليلُ دونَهْنَّ، فبِتْنا
نسألُ الليلَ، هَلْ صباحُكَ آتي؟
لَهْفَ نفسِي لِكُلِ أمٍّ رَؤومٍ
تصطلِي بالسُّهادِ والحَسَراتِ
وأبٍ فاضَ دَمْعُهُ يتلظَّى
بأتونِ الآلامِ والآهاتِ
هَلْ عَزَاءً للقلبِ إلا صلاةٌ
ودُعاءٌ، بالعفوِ والرحماتِ؟
***
يا بناتي، وفَقْدُكنَّ أليمٌ
هدَّنا فقدُكُنَّ بالعشراتِ
كَيْفَ فَقْدُ البنينَ قُرَّةُ عيني؟
كيفَ فَقْدُ البناتِ وَرْدِ الحياةِ؟
-----------
* يُقصد بالبنات الطالبات والمعلمات