توقع مديرو صناديق استثمار ومحللون أن يتفوق أداء بورصات السعودية والإمارات على البورصات الخليجية الأخرى أوائل العام المقبل بفضل النمو الاقتصادي القوي وتعافي السوق العقارية. وقد تباين أداء الأسهم الخليجية هذا العام وجاء مخيبا للآمال في عدة حالات بسبب أثر الأزمة المالية العالمية والاضطرابات الجيوسياسية على أسواق المنطقة رغم النمو الجيد في اقتصادات هذه الأسواق. وقال المحللون إن حجم التداول لم يكن منخفضا في البورصة السعودية أكبر أسواق الأسهم بالمنطقة، فتم تداول 76.7 مليار سهم خلال العام حتى الآن. وارتفعت السوق من أدنى مستوى لها في 11 شهرا الذي سجلته أواخر نوفمبر لعدة أسباب؛ منها آمال بزيادة الإنفاق الحكومي في موازنة عام 2013 التي من المتوقع أن تصدر قريبا. ومن المرجح أن تكبح آفاق قطاع البتروكيماويات ذي الثقل والذي تأثر بضعف النمو الاقتصادي العالمي أي صعود. وأوضحت الأهلي كابيتال في مذكرة بحثية حول القطاع، أن يتراجع إجمالي الدخل الصافي للأسهم العشرة التي يغطيها بنسبة 17.6 %على أساس سنوي في 2012 بسبب ضعف الطلب على البتروكيماويات وتراجع أسعار البيع. غير أن عديدا من المحللين يرون أن البنوك وهي القطاع الرئيس الآخر في السعودية ستحقق مزيدا من المكاسب بفضل نمو اقتصادي قوي وازدهار مشروعات البنية التحتية والإسكان. وتوقع مدير المحافظ بالبنك العربي الوطني فيصل العثمان نموا بنسبة 18 % في أرباح البنوك هذا العام. فيما ارتفع مؤشر دبي الرئيس بنسبة 17.6 % هذا العام متجاوزا مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة الذي ارتفع 14.8 %، وارتفع مؤشر بورصة أبوظبي 8.8 % فقط .وأكد محللون أن أسواق الأسهم لم تتعاف بالشكل الكافي بعد لتصبح جاذبة للطروحات الجديدة. وقد بلغ إجمالي تداولات بورصة دبي خلال 2012 حتى الآن نحو 33 مليار سهم مقابل 106 مليارات سهم في 2009. وشكل التعافي التدريجي لسوق عقارات دبي من أزمته بين عامي 2008 و2010 أحد الاتجاهات المالية الرئيسة في الخليج هذا العام، وساعد هذا التعافي سهم شركة إعمار العقارية الرائدة في دبي في الارتفاع 44 % هذا العام، وهو ارتفاع يبدو من الممكن أن يتواصل. وقالت شركة جونز لانج لاسال للاستشارات في تقرير هذا الأسبوع، إن دبي تنهض كوجهة مفضلة بشكل واضح لكبار مستثمري العقارات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وهناك مؤشرات على أنها تعلمت بعض دروس أزمة العقارات الماضية.» وأضاف التقرير «أهم هذه الدروس هي الحاجة لتبني منهج منسق طويل المدى بدلا من تطوير أعداد كبيرة من الوحدات العقارية بسرعة كبيرة… ومن المرجح أن يستمر النمو في الأسعار والإيجارات خلال 2013». وهناك عامل آخر داعم للإمارات وهو توزيعات الأرباح الكبيرة المتوقعة لبعض الأسهم. ويعد سهم العربية للطيران أحد الأسهم المفضلة ومن المتوقع أن تبلغ توزيعاته 7.5 في المئة لعام 2012 حسبما قال محللون، ومن المتوقع أن يوزع بنك أبوظبي التجاري أرباحا نسبتها 5.8%. وحسب توقعات المحللين فإن قيمة مؤشر دبي حاليا نحو 9.5 مثل الأرباح المتوقعة لعام 2012 و8.2 مثل الأرباح المتوقعة لعام 2013. ومع ذلك تتواصل معاناة سوقي الإمارات بسبب تدني مستويات التداول، وأجلت مجموعة الحبتور إحدى أكبر الشركات العائلية في دبي هذا الأسبوع خططها لجمع ما يصل إلى 1.6 مليار دولار من طرح عام أولي لأسهم في دبي العام المقبل.