د. إبراهيم البعيز اختُتمت أمس في الرياض أعمال المنتدى الإعلامي السنوي السادس، الذي نظمته الجمعية السعودية للإعلام والاتصال هذا العام تحت عنوان «الإعلام الجديد.. التحديات النظرية والتطبيق»، على مدى ثلاثة أيام. وقال رئيس اللجنة العلمية المنظمة للمنتدى الدكتور إبراهيم البعيز، في تصريح ل»الشرق»، إن المنتدى ناقش أربعة محاور أساسية، هي: الأبعاد والتحديات النظرية والمنهجية في دراسات الإعلام الجديد، استخدامات وتطبيقات قنوات التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد، الدراسات المقارنة بين عدد من المجتمعات في سياقات ثقافية مختلفة، وإيجاد شيء من الحوار والنقاش حول قضايا الشباب من الجنسين. وعن عدم خروج المنتدى بأي توصيات، أوضح البعيز أن المنتديات الأكاديمية، غالباً، لا تخرج بتوصيات يمكن أن ترفع لجهة معينة، بل يكون هدفها استثارة الباحثين نحو القضايا والظواهر التي تحتاج إلى مزيد من الدراسة والتحليل، ومن هذا البُعد لم يتم الحرص على الخروج بتوصيات كما هو الحال في المنتديات والمؤتمرات التي تنظمها جهات رسمية وحكومية. وفي أعمال المنتدى أمس، أشعل شباب «الإعلام الجديد»، عبر حلقة النقاش المخصصة لمناقشة قضايا الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أروقة المنتدى في يومه الثالث والأخير. واستهل المنتدى أمس جلساته بجلسة «الإعلام الجديد.. دراسات مقارنة»، التي أدارها الدكتور فهد الطياش، وبدأها الدكتور أشرف جلال بورقة حول دور الشبكات الاجتماعية في تكوين الرأي العام في المجتمع العربي نحو الثورات العربية، مبيناً أن دراسته هدفت إلى تفعيل دور الشبكات الاجتماعية كوسائل حديثة في إعادة صياغة وتشكيل الرأي العام في الأقطار العربية تجاه الثورات العربية لإيجاد بيئة تفاعلية يمكن استثمارها كقوة ضغط شعبية وسياسية في القضايا المهمة مستقبلاً. وأكدت الدراسة أن هناك تفوقاً للشبكات الاجتماعية في تكوين آراء الجمهور نحو الثورات العربية، نتيجة توافر عاملين أساسين، أولهما سماح هذه الوسائل بحرية أكبر بكثير من الوسائل التقليدية، وقدرتها على تحقيق المشاركة بفاعلية، والآخر هو المضمون المرتكز على المتلقي بوجه عام. وفي الحلقة النقاشية الأولى، التي أدارها الدكتور فايز الشهري، حول الشبكات الاجتماعية وقضايا الشباب، تناول المشاركون فيها التحديات التي تواجه مستخدمي الشبكات الاجتماعية وأبرز القضايا التي يتحاور الشباب حولها عبر الشبكات الاجتماعية والسلبيات والإيجابيات من خلال أبرز التطبيقات والتجارب، كما تناولوا أبرز الرؤى والمشروعات نحو توظيف أمثل للشبكات الاجتماعية. وبعد الحلقة، أقيمت جلسة بعنوان «مضامين شبكات التواصل الاجتماعي»، أدارها الدكتور عبدالرحمن العناد، وابتدأ الحديث فيها الدكتور حمد الموسى عبر ورقة عن «العلاقة التفاعلية بين المشاركين في العملية الاتصالية عبر الإعلام الجديد»، أوضح فيها أن منتديات الحوار على الإنترنت تمثل وعاء اتصالياً ملائماً لظهور هذا التفاعل. وقال: «عملت على قياس التفاعل»، الذي يحدث في ثلاثة منتديات تمثل الاتجاهات الفكرية الرئيسة في المجتمع (الإسلامي، الليبرالي، والمستقلون). وبيّن أن نتائج الدراسة أكدت قوة التفاعل الذي يتم عبر المنتديات بشكل عام، كما كشفت أن التفاعل والحوار من خلال وعاء اتصالي مستقل يكون أكثر ثراء وقوة من التفاعل الذي يتم عبر وعاء محسوب على تيار معين سواء الإسلامي أو الليبرالي. وقدمت فوزية الحربي ورقة عن «قضايا السعوديات في فيسبوك»، قالت فيها إن أفضل فرصة وفرها الإنترنت للنساء أنه سمح لهن بالتعبير عن أرائهن، والتنفيس عن الضيق الذي يملأ صدورهن دون رقيب، حتى أضحت تلك اليوميات مادة تخول للباحثين في مجال علم النفس والاجتماع والأنتربولوجيا استغلالها للوقوف عند السمات المميزة لهذا الصوت النسائي، خاصة في بلدان الخليج، مشيرة إلى أن دخول المرأة الخليجية هذا العالم الافتراضي سهّل لها، دون وساطة، أن تختبئ وراء الأسماء المستعارة لتحكي قضاياها بشكل مختلف عن القضايا التقليدية، التي كانت تطرح على صفحات وسائل الإعلام سابقاً. أما فاتن يتيم، فقدمت ورقة بعنوان «تفاعلية المجتمع السعودي مع اليوتيوب»، بينت فيها أن اليوتيوب يمثل أحد معطيات الإعلام الجديد المهمة التي مثلت تحولاً في مفهوم الإعلام وتقنياته، فهو ليس مجرد موقع راصد فحسب، بل هو مرجع مهم لأفلام الفيديو بتصنيفاتها كافة، ووسيلة للتغيير، وصناعة الحدث، والتأثير في التوجهات. وفي جلسة أخرى تناولت «الدور السياسي لوسائل الإعلام الجديد، وأدارها الدكتور فهد العسكر، قدم الدكتور كورتيني دورول ورقة بعنوان «حجب يوتيوب.. حجب لفضاء رقمي عام أم حماية من استعمار رقمي ثقافي»، فيما قدمت الدكتورة نرمين السيد ورقة بعنوان «مصر: ثقافة مدنية جديدة: قنوات التواصل الاجتماعي والسعي للديمقراطية». وقبل عقد الجلسة الختامية، أقيمت الحلقة النقاشية الثانية «الكاتبة السعودية وقضايا المجتمع في عصر الإعلام الجديد»، التي رأستها الدكتورة إلهام البابطين، وتناول المشاركون فيها محاور منها دور المرأة السعودية في الصحافة والإعلام، دور مقالات الرأي الصحافي في عصر الإعلام الجديد، مكانة الكاتبة السعودية بين كتاب الرأي في الصحافة، ومدى تفاعل الكاتبة السعودية مع قضايا المجتمع.