من واجبي، ومن حق الوزير والوزارة بعد أن نشرت مقالي يوم السبت الماضي 24/11/2012م، تحت عنوان «محطتا ينبع وأم الخير والدعوى الصينية: لا مناص من التوضيح يامعالي الوزير»، أن أشكر وزارة المياه والكهرباء على الإيضاح الذي نشرته في الزميلة صحيفة «الرياض» يوم الإثنين الماضي، تعقيباً على خطاب رئيس شركة «سيبكو» الصينية، الذي ادعى أن الوزير أرسى مشروع محطة ينبع المرحلة الثالثة لإمدادات منطقة المدينةالمنورة بالماء والكهرباء بصورة فردية وعلى شركة أخرى لا تستحق. والشكر أيضاً للمؤسسة العامة لتحلية المياه، التي أصدرت بياناً آخر نشر في الصحف بنفس المضمون يوم الإثنين الماضي – أيضاً – وبعد هذا الشكر المستحق للوزير والوزارة والشركة لابد أن أشير إلى أن الإيضاح تأخر كثيراً، حيث إن خمسة أيام بين نشر خطاب رئيس الشركة الصينية وبين نشر تعقيب الوزارة والشركة تعتبر مساحة زمنية هائلة إعلامياً، كما أن لوم الوزارة في تعقيبها للزميلة «الرياض» ومطالبتها بتحري «المصداقية والموضوعية» في غير مكانه، فالمحرر سأل مدير العلاقات العامة في الوزارة، ورد عليه بأنه لا يعلم شيئاً عن الخطاب، ومعالي الوزير سألته محررتنا في «الشرق» بنان المويلحي، يوم الأربعاء 21/11/2012م» يوم نشر الموضوع في صحيفة «الرياض» وطلب منها إرسال خطاب رسمي، وأعتقد أن مدير العلاقات أو الوزير لو أن أحداً منهما طلب مهلة للرد والتوضيح فإن محرر الزميلة «الرياض» كان سينتظر ومحررتنا كذلك، ولهذا فإن المأمول من وزارة المياه والكهرباء وغيرها من الوزارات والقطاعات أن تتعامل مع الإعلام بكل وسائله بالسرعة المعقولة، وأن لا تتعالى عليه فهو اليوم أقوى الأسلحة على الإطلاق لتحقيق الأهداف الوطنية. الأمر الآخر، فإنني أرجو ألا يتوقف الأمر هنا، وتكتفي الوزارة والشركة بالتعقيب والبيان، فهما وعدتا بمقاضاة الشركة، وطالما أن الموضوع ظهر للعلن، فلابد أن يظل الرأي العام في الصورة عن كل ما يحدث، ليس من أجل الاقتصاص من الشركة المدعية على الوزارة والوزير فقط، وإنما من أجل ردع الشركات المماثلة مستقبلاً وحالياً، ومن أجل تكريس الطمأنينة في أوساط المجتمع أن مشروعات الدولة تسير بخطى واضحة، ومن حق الجميع أن يعرف تلك الخطوات أولاً بأول، فمشروع «أم الخير» – مثلاً- الذي قالت شركة المياه في بيانها إنه خمسة أجزاء، وأن الأجزاء (1، 3، 4، 5) من المنتظر أن تنتهي قبل مواعيدها التعاقدية، وأن الجزء الثاني هو المتأخر بسبب شركة «سيبكو الصينية» نفسها، أقول: هذا المشروع لم تكن لتخرج هذه المعلومات عنه لولا هذه الادعاءات من «سيبكو الصينية»، والمفترض في المشروعات الضخمة أن تكون هناك بيانات دورية حول تنفيذها حتى لا تتاح الفرصة للشائعات ولا الادعاءات، وهذا ما نرجو أيضاً تطبيقه مع مشروع ينبع الجديد الذي فازت به «تضامن شركة الطوخي مع شركة شنغهاي إليكتريك وشركة سامسونج» فالمشروع ضخم جداً، ويستحق أن تعلن تفاصيله وخطوات إنجازه، وأن تتولى شركة المياه إعلان بيانات دورية عنه. الوضوح والصراحة في الوقت المناسب يقطعان دابر التصيّد والشك، وتكرّس النزاهة، لا سيّما في الأمور التي لا يوجد مبرر منطقي ولا عقلي في سرّيتها، ومنذ القدم قالوا: «امش عدل يحتار عدوّك فيك».