عادت الحركات الاحتجاجية والقوى السياسية المدنية في مصر إلى الميادين من جديد وسط غياب تام لجماعة الإخوان المسلمين التي أعلنت عدم المشاركة في «جمعة رد الشرف لحرائر مصر» رداً على الانتهاكات التي تعرضت لها نساء وفتيات على أيدى رجال جيش وشرطة طوال الأسبوع الماضي .ونظم الآلاف من المتظاهرين مسيرات حاشدة من المساجد عقب صلاة الجمعة أمس وتحركت مسيرة ضمت عشرين ألف متظاهر من الجامع الأزهر بعد أداء صلاة الغائب على أراوح الشهداء إلى ميدان التحرير، كما اندفع العشرات من المتظاهرين نحو التحرير عقب انتهاء الصلاة في مسجدي الاستقامة ومصطفى محمود بمحافظة الجيزة .وطالب المتظاهرون الذين وجهوا انتقادات حادة للإخوان والسلفيين بتشكيل مجلس رئاسي مدني يضم رئيس مجلس الشعب المنتخب وعبد المنعم أبو الفتوح والمرشح المحتمل للرئاسة والنائب السابق حمدين صباحي وحسام عيسى وجورج إسحاق، على أن يتسلم المجلس الرئاسي المدني السلطة من المجلس العسكري وينضم لهم رئيس مجلس الشعب بعد الانتهاء من الانتخابات البرلمانية.واعتلى والد مصطفي شاكر أحد شهداء أحداث «مجلس الوزراء» منصة ميدان التحرير التي أطلق عليها منصة (بنت مصر) صارخاً «أنا شاركت في حروب 73 و 67 كيف يقتل نجلى هكذا؟» صلاة وخطبة في التحرير وقال الشيخ عبد العزيز النجار في خطبة الجمعة بالتحرير «إن العار لحق بالمجلس بعد الجريمة التي تعرضت لها متظاهرة التحرير من اعتداء سافر»، وتساءل ثلاث مرات، «هل تعلمون من هذه الفتاة» وأجاب «إنها مصر التي تعرت أمام العالم»، وأضاف «سيقتص منكم أبناء مصر وأقول لكم ارحلوا كما رحل مبارك، رد شرف الكبير والرضيع والفتاة هو رحيلكم لأنه الحل الوحيد لوقف هذا الاستبداد».وأوضح مفتى الديار المصرية الأسبق نصر فريد واصل في خطبة الجمعة بجامع الأزهر «أن قتل النفس البشرية المسالمة هي في نظر الإسلام كقتل الناس جميعًا»، وأشار إلى «أن القصاص للنفس الواحدة حياة للجميع».فيما بررت الجماعة الإسلامية، عدم مشاركتها في جمعه «رد الشرف» في بيان رسمي تحت عنوان «معا ضد تدمير مصر»، قالت فيه إن هناك مخطط دعا إليه سامح نجيب أحد قيادات الاشتراكيين الثوريين، يهدف لهدم الدولة المصرية، وأن الشعب المصري والتيار الإسلامي والقوى السياسية المخلصة لن تسمح بذلك مهما كلفها الأمر». عناصر مندسة وفي الإسكندرية فرق إمام مسجد القائد إبراهيم الشيخ أحمد المحلاوي بين شرعية الخروج عن الحاكم الظالم» وبين إسقاط الدولة منتقدا ما أثير من تيار الاشتراكيين الثوريين من إسقاط الدولة بهدف إقامة دولة جديدة على أسس تختلف عما عهدته الدولة المصرية على مر العصور.وأشار المحلاوي خلال خطبة جمعة أمس بمسجد القائد إبراهيم – إلى أن المتسبب الرئيسي في الأحداث الأخيرة بالقاهرة من مصادمات مع القوات المسلحة، هو عناصر مندسة تسعى إلى استغلال مظاهرات القوى الوطنية، مناشدا الجهات المسؤولة من المجلس العسكري والمخابرات مسؤولية الكشف عن تلك العناصر المندسة.وأضاف أن نجاح الثورة مرهون بتكاتف كافة القوى من أجل استكمال أهداف ثورة 25 يناير، مطالبا القوى السياسية بعدم الخروج في المظاهرات التي لا تخلف إلا الدمار والدم. وبعد انتهاء الصلاة خرج الآلاف من المتظاهرين في مسيرة انطلقت من ساحة مسجد القائد إبراهيم فيما يعرف بجمعة رد الشرف» رافعين الأعلام المصرية واللافتات المعبرة عن مطالبهم، وردد المتظاهرون اللافتات المؤكدة على مطالبهم ، ومنها سرعة إنهاء المرحلة الانتقالية وتسليم إدارة البلاد إلى السلطة المدنية المنتخبة، منددين بالأحداث التي وقعت بالقاهرة.وتجمع الآلاف من المتظاهرين في ميدان الشهداء بمحافظة السويس ونظم شباب متظاهرون لجان شعبية لتفتيش المشاركين قبل دخولهم الميدان، وهو ما تكرر بمحافظات أسيوط وقنا والإسكندرية للمطالبة برحيل المجلس العسكري عن الحكم، والتحقيق في الانتهاكات التي تعرضت لها فتيات وسيدات طوال الأسبوع الماضي . حضور نسائي كثيف (تصوير أحمد حماد)